SHIA-NEWS.COM شیعه نیوز:
وهذه المنشورات علامة أخرى على النفوذ الذي اكتسبه مجددا التنظيم المتشدد والظهور بجرأة أكثر من مناسبة وتحدي أجهزة الدولة الأمنية.
قبل عام 2008 كان مسلحو القاعدة يبسطون نفوذهم على مساحات شاسعة في العراق في محافظات واقعة شمال وغرب البلاد وتقوم بفرض تعاليمها على السكان بقوة السلاح.
وشنت القوات الأمريكية والعراقية باسناد من فصائل عشائرية مسلحة عمليات عسكرية واسعة النطاق طردت خلالها غالبية مسلحي القاعدة واستعادة السيطرة على تلك المناطق.
وانحسر نفوذ التنظيم المتشدد على مدى السنوات الأخيرة وفقد السيطرة على الأراضي رغم أنه كان يشن على نحو شبه مستمر هجمات مسلحة وأخرى عبر سيارات ملغومة وقنابل ضد أهداف حكومية ومدنية.
وفي الأشهر الأخيرة ظهرت الفصائل المسلحة بمظهر القوي غير الآبه بعشرات آلاف عناصر الأجهزة الامنية المنتشرين في كل شبر من محافظة نينوى.
حتى أنها بدأت بتغيير نوعية عملياتها المتبعة في السنوات الأخيرة، وعمدت إلى تهجير الشبك وهم من الشيعة وكذلك استهداف المقرات العسكرية المنتشرة بين الاحياء السكنية عبر الانتحاريين.
ويسيطر المسلحون ليلا على مناطق واقعة جنوب المحافظة، وتعود الدفة مجددا الى الاجهزة الامنية خلال ساعات النهار.
وفي مؤشر واضح على إعادة نفوذهم إلى مدينة الموصل وتحكمهم بمفاصل الحياة وزع المسلحون مناشير في عدد من الاحياء السكنية وسط المدينة تحرم ارتداء "البرمودا" من قبل الشباب.
والبرمودا عبارة عن سروال قصير يغطي حتى أسفل الركبة، ويقول المتشددون إن العقيدة الاسلامية تمنع ارتداء هكذا نوع من الملابس.
ويكون المخالفون عرضة للعقوبة، وفي تحذير قاس على جديتهم أقدم المسلحون على قتل اثنين من اصحاب محال بيع الملابس في العاشر من ايلول في منطقتي المثنى وسيدتي الجميلة.
بدأ كل ذلك حينما اعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقي نوري المالكي عملية "ثأر الشهداء" في العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات العراقية من بينها نينوى.
وقال قائد عمليات نينوى الفريق الركن باسم الطائي ان 15 يوما الاولى من العملية تمكنت قيادته من اعتقال 202 من "الارهابيين" المطلوبين لديها وقتل 15 منهم وضبط مئات العبوات والاسلحة المختلفة.
وتزامنت هذه التطورات مع ارتفاع وتيرة استهداف المكون الشبكي من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام، وهو جناح القاعدة في العراق وسوريا.
وبلغ عدد القتلى من الشبك الى 1270 شخصا منذ اسقاط النظام السابق في 2003 ولغاية الرابع عشر من ايلول من هذا العام بعد ان فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه في مجلس عزاء في قرية "اورتة خراب" الشبكية بناحية بعشيقة (17كلم شمال شرق الموصل) واسفر عن مقتل 27 شخصا واصابة 37 بجروح متباينة.
ونفت في وقتها قيادة عمليات نينوى وقوع هذا التفجير ضمن قاطع مسؤوليتها وبحسب تصريح قائد الفرقة الثانية في الموصل اللواء الركن علي الفريجي فإن هذا الانفجار وقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان.
وأشر سكان ومصادر أمنية تزايدا ملحوظا في أعمال العنف في نينوى نتيجة رفع الاتاوات التي يفرضها التنظيم المتشدد على أبناء المنطقة.
ويجمع التنظيم الاتاوات من الاطباء والصيدليات وأصحاب مولدات الكهرباء الأهلية والتجار اضافة الى المقاولين واصحاب محلات الصرافة فضلا عن عدد من دوائر الدولة.
وتجري كل هذه الأعمال أمام مرأى أجهزة الأمن المختلفة التي يبدو أنها تعجز عن بسط سيطرتها ولم نشاطات المسلحين في المحافظة ومركزها الموصل الواقعة على بعد 400 كلم.
وكانت مصادر في أجهزة الامن قد تحدثت عن فرضها إجراءات تمكنت من خلالها من انحسار جمع الاتاوات المفروضة من 5 ملايين دولار في العام الماضي إلى نحو 300 ألف دولار.
إلا أن هذا الحال لم يعجب فيما يبدو المتشددون ورفعوا أتاواتهم مجددا لتسجل 1.3 مليون دولار شهريا، بحسب ما كشفه مصدر أمني لـ"شفق نيوز".
ويشير المصدر إلى ان تنظيم القاعدة يقوم بانفاق هذه الأموال لتجنيد الشباب وشراء اسلحة ومواد متفجرة وتلغيم السيارات.
وكانت السلطات الرسمية وأجهزة الامن تفخر في السنوات الأخيرة برفع الكتل الكونكريتية المحيطة بالمباني الحكومية والعسكرية في إشارة على انتصارها على متشددي القاعدة قبل أن تعاود نصبها مجددا في الفترة الأخيرة.
وعمدت المقرات العسكرية بالتحديد إلى تحصين نفسها مجددا وغلق عدد من الشوارع المحيطة بها، بعد سلسلة استهدافات باحزمة ناسفة وسيارات ملغومة استهدفت المقرات العسكرية هناك.
ورغم عمليات امنية تنفذها الفرق العسكرية الاربع المنتشرة في المحافظة والشرطة المحلية على نحو مستمر الا ان مسلحي القاعدة زاد نشاطهم بصورة ملحوظة ضد قوافل الجيش واغتيال العسكريين والمدنيين.
يأتي هذا كله في ظل خلاف حاد بين إدارة محافظة نينوى المتمثلة بأثيل النجيفي احد زعماء إئتلاف "متحدون"، وقيادة العمليات المرتبطة مباشرة بنوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة وزعيم دولة القانون. وأحدث هذا الخلاف بحسب مراقبين فجوة امنية يستغلها المسلحون منذ فترة ليست بالقصيرة.
النهاية
عراق القانون