SHIA-NEWS.COM شیعةنیوز:
قال المفكر السياسي الدكتور توفيق السيف ان "الحل الجذري والتاريخي" لقضايا السعوديين الشيعة لن يتأتى الا ضمن اطار الاصلاح السياسي الوطني الشامل.
وأعرب المفكر السيف في لقاء على قناة روتانا خليجية أمس الأول عن اعتقاده بأن حل مشكلة المواطنين الشيعة في المملكة غير ممكن الا في اطار اصلاح سياسي على المستوى الوطني.
وقال بأن التمييز الطائفي أمر قائم في المملكة وهو ما يغذي موضوع الكراهية بين مختلف الفئات. مضيفا بأن المشكلة تنسحب على معظم دول العالم العربي والاسلامي.
وتابع القول "ينبغي ان لا تتصرف الدولة مع مواطنيها باعتبارهم اتباع مذاهب وانما باعتبارهم مواطنين.
وقلل السيف في حديثه لبرنامج "في الصميم" من أهمية الخلافات المذهبية والعقائدية بين السنة والشيعة معربا عن اعتقاده بعدم امكانية حلها.
وأشار في مقابل ذلك إلى امكانية السعي لحلّ الخلافات السياسية والتوصل من خلالها إلى حلّ بين السنة والشيعة.
وأضاف المفكر السيف "اذا استطعنا حل المشكلات السياسية فنصل إلى تبريد وتهميش المشاكل العقدية".
وفنّد ما يردده رجال الدين السلفيين حول ما يصفونها بعقدة المظلومية لدى الشيعة.
وقال "ليس لدى الشيعة أي عقدة بالمظلومية.. هذه العقدة غير موجود سوى في أذهان المشايخ السلفيين" واصفا تلك المزاعم بالخرافة.
ومضى يقول ان الزعم بأن الشيعة يتصرفون سياسيا انطلاقا من شعور بالمظلومية التاريخية، هذه خرافة أسس لها الشيخ سفر الحوالي وأخذها عنه بقية السلفيين وصاروا يرددونها دون وعي.
وضمن محور الولاء الوطني تحدى السيف بأن يأتي أحد بدليل واحد منذ تأسيس المملكة على ولاء المجتمع الشيعي في السعودية لأي بلد آخر غير بلدهم.
وقال ان السعوديين الشيعة هم أكثر من تصدى ثقافيا لمشكلة الوحدة الوطنية.
وقطع بأن ما كتبه الشيعة عن الوحدة الوطنية في المملكة أكثر بكثير من أي طرف آخر "ذلك لأننا نشعر بالمشكلة ونعانيها".
وأوضح أن جميع المبادرات التي جمعت السنة والشيعة في المملكة منذ 2001 جائت استجابة لمبادرات من طرف الشيعة.
مرجعية سعودية للشيعة
وردا على امكانية قيام مرجعية دينية شيعية في السعودية دفع السيف بإمكانية ذلك كما كان سابقا منتقدا في الوقت نفسه السلطات السعودية إلتى عمدت إلى اغلاق المدارس الدينية الشيعية في وقت سابق.
وقال المفكر السيف "ان اغلاق المدارس الشيعية في المملكة دفع الناس للتوجه للدراسة في العراق".
وحث في هذا السياق الحكومة على تشجيع المدارس الدينية الشيعية القليلة التي عادت للحياة وإعادة الثقة للدارسين ليتمكنوا من الدراسة في وطنهم وضمن قوانين وأعراف بلدهم.
وفي سياق موازٍ سخر من ازدواجية الاتهامات الموجهة للسعوديين الشيعة التي تتهمهم تارة بتلقي التمويل من إيران وتارة أخرى تتهمهم بإرسال أموال الخمس إلى إيران.
وأضح ان معظم أموال الخمس لدى الشيعة في السعودية تصرف داخل المملكة فيما يرسل جزء يسير منها للفقهاء للصرف على المدارس وطلبة العلوم الدينية.
وردا على مزاعم بشأن شبكة تجسس أعلنت عنها وزارة الداخلية مؤخرا قال المفكر السيف "بيان وزارة الداخلية خاطئ.. وليس كل ما يقوله المتحدث الرسمي بإسم الداخلية هو قرآن منزل".
وأضاف ان مخالفة الناس لسياسات الدولة لا تجرح الولاء الوطني "وإلا لكان نصف الشعب السعودي ومعظم المشايخ نزعوا الولاء على خلفية معارضتهم لموقف الحكومة من الانقلاب العسكري الأخير في مصر".
الحركة الاصلاحية
وأضاف السيف في اللقاء الذي دام أكثر من ساعة ان الحركة الاصلاحية التي كان يقودها في الخارج حققت نجاحات جيدة في مراحل الصفقة مع الحكومة عام 1993.
وأشار تحديدا إلى التقدم الذي حصل على صعيد ملفي الهوية الدينية للشيعة والحقوق المدنية الأساسية كالتعليم والتوظيف مستدركا بأن المرحلة الثالثة المتعلقة بالمناصب السياسية "لم تنطلق أصلا".
وقال ان الخيار الاستراتيجي للحركة الاصلاحية سابقا وحاليا يكمن في حل قضايا الشيعة ومشكلاتهم ضمن اطار برنامج للاصلاح السياسي على المستوى الوطني داخل المملكة "هذا هو الحل الجذري والتاريخي".
النهاية
الراصد