SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في الإعتداء الأخير، كانت المفاجأة في التكتم الشديد الذي رافقه، حيث لم تعلن الحكومتان السورية والإسرائيلية عن هذا الأمر، إلى أن تم كشفه عبر وسائل الإعلام الغربية، الأمر الذي أثار موجة عارمة من الغضب في الجانب الإسرائيلي، في حين لم يصدر أي تعليق حول الموضوع من الجانب السوري، فما هي أسباب هذا الصمت؟
الصمت المريب
من وجهة نظر الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، لم يكن هناك مصلحة إسرائيلية في الإعلان عن هذا الموضوع، وهذا ما يُفسر الغضب الذي تم التعبير عنه بعد فضحه من قبل بعض وسائل الإعلام، على إعتبار أن إسرائيل إعتدت على الجانب السوري من دون أن يكون هناك أي سبب أو مبرر، وبالتالي سيكون هناك إدانة واسعة لها على هذا العمل.
على صعيد متصل، يعتبر العميد قاطيشا، في حديث لـ"النشرة"، أن الجانب السوري كانت لديه المصلحة أيضاً في عدم الإعلان عما حصل، حيث لم يكن يستطيع أن يعلن عن حصول الإعتداء من دون أن يكون قد أقدم على الرد عليه، خصوصاً أن النظام بنى كل سياساته على مدى السنوات السابقة على قاعدة الصمود والتصدي.
في الجهة المقابلة، يعتبر الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أمين حطيط أن هناك نموذجاً من الحرب السرية الأمنية والعسكرية بين الجانبين على مستوى عالٍ، ويشير إلى أن هذه الحرب يدخل فيها محور المقاومة بكامل أركانه.
وفي هذا السياق، يضع العميد حطيط، عبر "النشرة"، التكتم حول هذا الموضوع، حيث يعتبر أن الجانب السوري ليس له مصلحة في الإعلان عن الخطوات التي يقوم بها على هذا الصعيد.
هل رد الجانب السوري على الإعتداء؟
في ظل هذا الواقع، نُقلت معلومات عن أحد المواقع الإلكترونية الأميركية، تتحدث عن أن البحرية السورية ضربت غواصة اسرائيلية أوائل شهر أيار الماضي، بصاروخ طوربيد على عمق مئة وخمسين متراً قبالة الشواطئ السورية، وتم التكتّم على الأمر، وكان ذلك وراء شنّ الغارات على جبل قاسيون.
وفي هذا السياق، يعتبر قاطيشا أن النظام السوري وضع الأمور ضمن ميزانه الخاص، ووجد أن التكتم على الإعتداء على اللاذقية سيكون أربح له من الإعلان، لا سيما أن هناك الكثير من التساؤلات ستطرح من قبل جمهوره حول سبب عدم الرد بعد إعلانه سابقًا أنه سيكون حاضراً بشكل مباشر.
ويشير قاطيشا إلى أن الرد الكلامي على الإعتداء الذي حصل في قاسيون يعود إلى أن الأمر كان مفضوحاً بشكل واسع، ولم يكن من الممكن عدم التعليق عليه، لكنه يرى أن الجانب السوري غير قادر على الرد على الإعتداءات بسبب عدم توفر الإمكانات العسكرية اللازمة لديه، بغض النظر عن الجبهة الداخلية المفتوحة.
في الجهة المقابلة، يكشف حطيط عن معلومات تفيد بأنّ سوريا بدأت عمليا بالرد على اسرائيل ودخلت معها في مواجهة - حرب مركبة امنية استخبارتية عسكرية، ويقول أن إسرائيل التي استهدفت من فوق لواء الاسكندرون مخازن ذخيرة سورية شمالي غربي اللاذقية ب 20 كلم ، لم تكن تعلم ان ما قصفت هو في الواقع مخازن مهجورة منذ سنة قريبا وان الجيش العربي السوري اخلاها حتى من الحراسة المشددة قبل اكثر من ثمانية اشهر وان صواريخ الياخونت في مكان آخر، ولكنها فعلت دون ان تعلم انها وقعت في فخ استخباراتي نصبتها لها سوريا من اجل كشف خلايا جنّدتها في الداخل السوري. ويقول أنّ اسرائيل فوجئت بقصف منشآت عسكرية في ميناء ايلات بعد 24 ساعة ادى الى تدمير بناء كامل، كما انها ذهلت لسقوط طائرة الـF16 فوق المتوسط مباشرة وضمن 48 ساعة من قصف المخازن الفارغة في اللاذقية. ويشير إلى أنّ اسرائيل احجمت عن الاعلان عن عدوانها، وسوريا احجمت عن الاعلان عن الرد وتنتظر، "فان اعلنت اسرائيل مسؤوليتها اجابتها سوريا بما هو اهم"، على حدّ تعبيره.
ويشير حطيط، في حديثه لـ"النشرة"، إلى أن هناك رغبة أميركية في تفعيل الدور الاسرائيلي مجدداً في العمليات العدوانية على سوريا والعودة الى مقولة اختبار الارادة السورية في الرد أو استدراج سوريا للرد بما يتيح لاسرائيل رداً أوسع وأشمل، ومن طبيعة تتمكن معها مجموعة المعارضة المسلحة من الاستثمار، واعتباره بمثابة اسناد ناري نوعي يمكنهم من النجاح في عمليات هجوم أو انقضاض يختارون أهدافها بعناية من أجل أن تخدم المقاصد الرئيسية للخطة.
ومن هذا المنطلق، يعتبر حطيط أن لا مصلحة لدى الجانب السوري في الإعلان عن هكذا عمليات في حال حصولها، ويرى أن هذا الأمر يندرج في سياق الحرب السرية التي يتحدث عنها، ويشير إلى أن المطلوب من الجانب الإسرائيلي الرد عليها في حال لم تكن صحيحة.
في المحصلة، تحمل المعلومات عن الرد السوري، فيما لو صحت، دلالات كبيرة، وتكشف عن نوع جديد من الحرب بين الجانبين قد تنكشف تفاصيل أكثر عنه في المستقبل.
النهاية
الوعی