SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
هم قلة قليلة اولئك الذين نسوا حماسة النظام السعودي و قادته في انجاز سفر الرئيس المصري المنتخب و حثه علی التوجه الی الرياض في أولی سفراته خارج البلاد. تلك السفرة المثيرة إعلامياً حصلت بعد سلسلة من الأحداث التي إجتاحت مصر و أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك و أتت بمرسي رئيساً للبلاد و جعلت من مصر ديموقراطية جديدة في العالم العربي.
صحيح أن الإنتخابات المصرية حصلت وسط حضور يفوق الـ 50 بالمئة بقليل لکن کانت تحوي من الجاذبية و الشقف بحد أن تغطي علی کل نقاط الضعف التي کانت تحوي عليها و منها الحضور الشعبي المتوسط نسبياً. و بعد أن أتت الإنتخابات المصرية بمحمد مرسي للرئاسة و بعد جولتين من الإنتخابات قام الرئيس الجديد و الذي لم يکن معروفاً قبلها، بمحاولة تمتين العلاقات السياسية و الإقتصادية و الأمنية بالنظام السعودي و أيضاً طمئنة النظام السعودي –الحليف السابق لحسني مبارك- حول أحداث الثورة و أن بلاده لا تسعی لتصدير ثورتها و لا التدخل في شؤون النظام الداخلية، لذا قام بأول سفرة له خارج البلاد بالتوجه الی الرياض و قامت بإستقباله إحدی أعرق الديموقراطيات في العالم!
في لقاء الرئيس مرسي مع الملك عبدالله کانت لافتة للنظر تبسمات الملك الإصطناعية في الوقت الذي کان يخفي خوفه من الطريقة التي أتی بها مرسي الی الحکم و هي طريقة مخالفة لنظام حکمه تماماً خاصة أن الثورة التي أتت به، أطاحت بأحد أکبر حلفائه.
الآن و بعد مرور عام علی تلك السفرة، تم الإطاحة بمرسي عبر انقلاب عسکري و ثورة شعبية و کان أول المهنئين بهذا الإنقلاب هو نفسه الملك عبدالله. تم إيداع مرسي السجن و سُلِبَ الأمن من هذا البلد.
و يقوم کلا الفريقين الموافق و المخالف لمرسي، بالتحشيد في شوارع القاهرة و غيرها من المدن الکبری و إختاروا التحشيد الشعبي علی إتّباع أوامر الجيش. و لا يتنازل أی من الفريقين عن مطالبه و يريد کل فريق، الفوز مقابل الآخر.
في الحقيقة إن فرحة النظام السعودي بإسقاط الرئيس مرسي و المساعدة المالية الکبيرة التي قدمها لمصر بعد اسقاط مرسي و أيضاً التغيير الکبير في سياسات النظام و بشکل علني تجاه مصر يحد بشکل کبير من الضغوط الدولية لکن قلل من التعاطف الشعبي في المنطقة مع آل سعود و جعل من مستقبل آل سعود مظلم و ضيق للغاية.
فماذا کان سيکون موقف دول المنطقة لو کان هذا قد حصل لنظام آل سعود؟ هل کانوا سيتعاطفون معهم أم...؟
النهاية
احرازالحجاز