الاختلافات الحدودیة بین السعودیة و قطر و تأثيرها علی مجريات المنطقة خاصة القطيف

الحجاز لها حدود بطول 4432 کیلومتر منها 814 کیلومتر مع العراق، 744 کیلومتر مع الاردن، 222 کیلومتر مع الکویت، 676 کیلومتر مع عمان، 60 کیلومتر مع قطر، 457 کیلومتر مع الامارات العربیة المتحدة و 1458 کیلومتر مع الیمن.

الجزيرة العربية ایضاً لها حدود بحریة واسعة في الخلیج بطول 560 کیلومتر من الکویت الی قطر و منها 23 کیلومتر فی ناحیه خور العدید ما بین الامارات العربیة المتحدة و قطر و علی البحر الاحمر من خلیج العقبة الی الیمن بطول 1760  کیلومتر. ولهذه الحدود الطویلة مع هذه الدول ذات المواقع الاستراتیجیة في المنطقة  فوائد عدیدة من الناحیة العسکریة والتجاریة و الاقتصادیة علی حد سواء و خصوصاً صید الأسماك و استخراج النفط و الغاز.

   و تمتلك الجزيرة العربية آبار نفط غنیة في کثیر من الجُزر في البحر الأحمر و التي تَسببت في کثیر من النزاعات مع الدول المجاورة للنظام السعودي و بالأخص الحدود البریة مع الیمن والتي لن یُصار لها حل لحد الآن. و کذلك مسائل حدودیة مع الأمارات المتحدة و قطر و لن تحل لحد الآن و ایضاً لدیها مشاکل حدودیة مع دولة الکویت علی جزر قاروه و ام المرادم.

تتسم هذه الخلافات الحدودیة بین دول الخلیج بکثرة توقیع الاتفاقیات و بکثرة نقضها أو إختراقها من قبل الدول المعنیة.

اختلافاتها مع قطر:

تَدعی المملکة العربیة السعودیة (نظام آل سعود) بأحقیتها في الشریط الحدودي لجنوب قطر و الذی یقدر بـ 25 کیلومتراً للسواحل الجنوبیة الشرقیة لقطر. و لم یتوقف الأمر لهذا الحد حیث یتعدّی الخلاف الی خلیج "سیلفا" الواقع جنوب غرب قطر الی خور العدید الواقع في جنوب شرق قطر. و علاوة علی ذلك؛ هنالك اختلافات حدودیة بریة لن یُصار لها حل لحد الآن ولعدم ترسیم الحدود البحریة بینهم بسبب الذخائرالعظیمة للنفط و الغاز لهذه المناطق ذات الأهمیة الاستراتیجیه للدولتین.

أما في خلیج سیلفا بین الدولتین توجد ذخائر کبیرة للنفط والغاز و بسبب الصعوبات الجغرافیة في الخلیج و وجود جزر و موانع ترابیة و شعاب مرجانیة حیث تسببت هذه الصعوبات الجغرافیة في تعکر صفوی المفاوضات و تجعل حلولها مستحیلة؛ وحتی لو کانت الدولتان تمتلکان شيء من حسن النیة اتجاه حل هذه المشاکل.

و بالنسبة لاختلافات البلدین في منطقة خور العدید بعد توقیع الأتفاقیة في 29 یولیو 1974 بین الامارات العربیة المتحدة و المملکة العربیة السعودیة، تمکن النظام السعودي بأن يحصل في میاه الخلیج علی 23 مایل حیث اُضیفت الی میاهه الاقلیمیة و کذلك حصل علی سواحل شرق قطر و خور العدید و کانت من الأهداف الاستراتیجیة للمملکة العربیة السعودیة والتي تبغي الوصول الیها منذ القدم.

فعلیه یتضح من کل ذلك بأن قطر لیست لها حدود بریة الا مع السعودیة حیث یضعها في موقف ضعف عند نشوب أي إختلاف حدودي مستقبلي مع المملکة.

لیس لخور العدید أهمیة عسکریة أو إقتصادیة تذکر و تقتصر أهميته علی حرکة البواخر الصغیرة فیه. و لا توجد فیه ذخائر نفطیة أو غازية. لکن یتمتع خور العدید بأهمیة سیاسیة حیث یقطع الارتباط البري بین الامارات و قطر و یجعل السعودیة الجار الوحید لقطر و کذلك یحاصر قطر جغرافیاً و یجعلها منزویة؛ وهذا هو السبب المهم الذي یجعل الاعتراضات القطريه بدون أي نتیجة. و ألدليل علی ذلك أن في عام 1992، حصل هجوم سعودي عسکري علی أراضي قطریة و إحتلال قاعدة (مخفر) الخفوس و التي تبعد 130 کیلومتراً من الدوحة. وبعد ذلك تدخلت دول الخلیج العربية و الولایات المتحدة و إنتهت الأزمة بتوقیع إتفاقیة حدودیة في عام 1992 و كان نتيجة ذلك حصول السعودیة علی أراضي إستراتیجیة في قطر و استرجعت قطر الخفوس التي کانت ملکاً لها منذ القدم.    

الصعوبات الجغرافیة للخلیج و منها الممرات المائیة و الجُزر؛ جعلت من المستحيل ترسیم الحدود في الجرف القاري بین البلدین.

 وتکمن أهمية هذه الخلافات الحدودية بغض النظر عن أهميتها بذات نفسها، في احتدام السياسات الخارجية لکلا البلدين في المنطقة. و تجرع الويلات نتيجة هذا التصادم السياسي من قبل سکان دول المنطقة خاصة سوريا و مصر ناهيك عن المنطقة الشرقية التي أظهر شريط صوتي مسجل لإحدی محادثات رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم مع القذافي أن قطر تسعی لللإضرار بالنظام السعودي و تقسيم الجزيرة العربية. و إحدی المناطق التي ذکرها حمد بن جاسم أنه يود أن تکون ساحة لمعرکة بلاده مع آل سعود هي المنطقة الشرقية.

لذا نأمل بحلحلة هذه الخلافات و تجنيب أبناء المنطقة و البلدين ويلات الصدامات ما بين النظامين.


النهاية
احرار الحجاز