SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
ويرى مراقبون دبلوماسيون غربيون أن أمير قطر بات مهووساً بسورية، ويعتبر أن في الأمر معركة شخصية، فهو يعلم انه لو نجا الأسد فالشيخ حمد سيدفع الثمن، ولذلك راح يوظف كل طاقته بغية إسقاطه، ولكن المراقبين من جهة أخرى يؤكدون أنه إذا طال عمر الأزمة السورية، فقد يهتز التوازن الداخلي في الدوحة، ذلك أن ثمة صراعاً يدور بين رئيس الحكومة حمد آل ثاني، مهندس الاستراتيجية القطرية في سورية، وولي العهد الشيخ تميم الذي يعمل بطريقة مختلفة تماما حول هذا الملف.
الكارثة في الملف السعودي..
ولكن الملف الأكثر تعقيدا في هذا الأمر هو ملف الأسرة الملكية في السعودية إذ أن صحة ملكها عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تدهورت ودخل الغيبوبة منذ ما يقارب الشهر أو أكثر، وهو يعاني من مرض عضال، قد يؤدي رحيله إلى خلق "ساحة تقسيم" على غرار ما جرى في اسطنبول، ولكن ليس في مكة أو الرياض، بل في عقر قصور الأسرة الملكية بحد ذاتها، وهنا ستكون الكارثة إذا حصل ذلك قبل أن يستبدل بناؤو النظام السعودي اللبنة الأخيرة في هذا الهرم.
وإن كانت سياسة الكوارث هي جزء من فلسفة الخالق، الذي يديرها كما يحلو له، إلا أن الكوارث السياسية في مشيخات ومملكات الخليج تديرها أصابع خفية ممتدة عبر البحار والمحيطات، تحي من تشاء وتميت من تشاء، ومتى تشاء، لذا سيبقى الملك هو الملك حتى تنتهي دائرة الاستخبارات المركزية من ترتيب الأدوار في مجلس "هيئة البيعة"، إذ أن تسلسل الخلافة في السعودية لا ينتقل مثل ما هو عليه في أنظمة الحكم الملكي في أوروبا، من الأب إلى الأبن الأكبر، بل بين الأخوة من أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود الذي توفي في العام 1953.
الجيل الثاني من الملوك...
ويبقى الاختيار الصعب أمام الدوائر الأمريكية يواجه معضلة مزمنة، وهي أن جميع أبناء الملك المؤسس يعانون من التقدم في السن، ويُعدّ انتقال الحكم إلى جيل الأحفاد مغامرة محفوفة بالمخاطر، في ظل مخاوف دولية من أن تؤدي هذه الخطوة إلى جعل الصراع على السلطة مفتوحاً على مصراعيه نتيجة طموح بعض الأحفاد في الوصول إلى العرش الذي يدغدغ خواطر الكثير منهم .
ويرى خبراء في الشؤون السعودية أن الحديث عن اقتراب أبناء الجيل الثاني من مربع الحكم قد تجدد في العام الماضي، إثر القرار الذي اتخذه الملك بتعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية بعد إعفاء عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي كان قد تولى المنصب خلفاً لأخيه الأمير نايف، وأن تعيين محمد بن نايف آنذاك في المنصب الأكثر حساسية في المملكة شكل سابقة، على اعتبار أنه أول مرة يتولى فيها أمير من الجيل الثاني هذا المنصب، وثاني أمير بعد وزير الخارجية سعود الفيصل، يقترب من الدائرة الضيقة للحكم في المملكة.
القلق الأمريكي من الوضع..
وكان الكاتب جورج مالبرونو كشف عن التغييرات الجديدة المرتقبة، والتي ستطال مناصب عدد من الأمراء في السعودية، حيث يسعى الملك لإيصال ابنه متعب إلى عرش المملكة من خلال تعزيز قوة حاشيته، عبر قلب قواعد ترتيب الخلافة في البلاد، من خلال فرصة تتيح له تقرير مصير وليّ العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 76 عاما، والذي يعاني من مرض "الزهايمر" بالإعلان عدم أهليته للصعود على عرش المملكة.
ويفكر حلفاء السعودية الغربيون بجدية بنقل العرش إلى جيل جديد من الملوك، توخيا من احتمال وقوع "اضطراب سياسي" في المملكة، وهي خطوة ظلت المملكة مترددة في اتخاذها حتى الآن.
وقال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن المشكل الأكبر في هذه الحال يتمثل في "هوية من يقع عليه الاختيار" في تولي الحكم، مضيفا أن "أي اختيار لولي عهد قادم يعني إبعاد بعض الأشخاص الذين هم من أبناء مؤسس المملكة.."، وعبر عن قلق بلاده بقوله إن "المستقبل خلال السنوات القليلة القادمة غير واضح، وإن المشاكل في الشرق الأوسط والمشاكل في العالم لن تتوقف طبعا، وسيكون لدينا قلق إزاء البرنامج النووي الإيراني، والنفط، والتغييرات في العالم العربي، كما سيكون لدينا قلق حول الشيعة في المناطق الشرقية في السعودية وفي البحرين المجاورة".
شواهد من مؤامرات القصر..
وتقول الصحفية الأمريكية كارين إليوت هاوس، المهتمة بالشأن السعودي منذ 30 عاما ومؤلفة كتاب "السعودية: شعبها، الماضي، الدين، خطوط الخطأ- والمستقبل"، إن أي خطوة في ذلك الاتجاه قد تؤدي إلى المنافسة بين أفراد العائلة الملكية، وهي مسألة لها سبق في تاريخ السعودية، مشيرة إلى أن مؤسس المملكة اختار قبل وفاته ابنه البكر سعود ليخلفه واختار ثاني أكبر أبنائه فيصل ليكون ولي العهد، وقال لهما وهو على فراش الموت "ضعا يديكما معا على جسدي وعداني بأنكما لن تتخاصما أبدا بشكل علني"، إلا أن "الابنين تخاصما على مدى عقد تقريبا إلى أن أطاح فيصل بأخيه سعود ونصّب نفسه ملكا قبل أن يُقتل على يد ابن أخيه".
وتشير الأنباء إلى أنه لعدم وجود قوانين تحدد اختيار الملك في السعودية، يلتقي الملك بشكل سرّي عادة مع دائرة صغيرة من الأمراء ذوي النفوذ بهدف اختيار ولي العهد، ولكن لا أحد يعلم بشكل مؤكد كيف تتم العملية، لذا عمد الملك عبد الله في عام 2006 إلى تأسيس هيئة البيعة التي تضم 35 شخصا، ووضع لها قواعد عمل، ولكن المشكلة هي في طبيعة الوضع في السعودية، التي لم تتح تطبيق هذه القاعدة أبدا، فبإمكان كل من يتولى منصب الملك أن يفعل ما يشاء، لأن الملك هو الملك .
النهایة
شفقنا