غداة ليلة جديدة (ليل الثلاثاء) من التظاهرات واعمال العنف، أعلن اتحاد نقابات القطاع العام واتحاد نقابات العمال الثوريين اليساريان عن مسيرات احتجاج ظهراً وإضرابات في كبرى مدن البلاد.وفي انتظار عودة اردوغان اليوم من زيارة رسمية الى دول المغرب العربي، يبقى المحتجون مصممين أكثر من اي وقت مضى على إظهار قوتهم على الرغم من «الاعتذارات» التي قدمها نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينغ للمصابين ضحايا العنف الذي مارسته الشرطة في الأيام الماضية.
والتقى ارينغ ظهر أمس مسؤولين عن جمعية الدفاع عن حديقة جيزي العامة القريبة من ساحة تقسيم التي كان مشروع هدفها وراء إشعال حركة الاحتجاج الجمعة.وقال كرم اليغيل الطالب المتظاهر لوكالة «فرانس برس» الأربعاء «نريد اعتذارات من رئيس الوزراء اردوغان. ونريد الإفراج عن كل الأشخاص الذين أوقفوا. ونريد استقالة حاكم اسطنبول وقائد الشرطة ورئيس الوزراء». واضاف «نريد كل هذه الأمور وبعد ذلك فقط سنفكر في وقف التظاهر».
وكانت أعمال العنف تجددت في وقت باكر صباح أمس في تركيا، حيث لم يمتثل المتظاهرون لدعوة الحكومة الى وقف تحركهم.واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجاهلوا التحذيرات ونزلوا الى الشارع فجر الأربعاء في كل من اسطنبول وانقرة ومدينة هاتاي الجنوبية حيث قتل متظاهر شاب الاثنين.
وفي ازمير (غرب) أوقفت الشرطة ما لا يقل عن 25 شخصاً باكراً الأربعاء بتهمة بث تغريدات على موقع تويتر تتضمن «معلومات مضللة وكاذبة»، على ما ذكرت وكالة انباء الأناضول الرسمية.
وكان نائب رئيس الحكومة اعترف الثلاثاء بـ«شرعية» مطالب المتظاهرين وقدم اعتذاره لسقوط جرحى مبدياً أسفه للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة، في بادرة أثنت عليها الولايات المتحدة.
غير أن ذلك لم يخمد غضب المحتجين الذي تجمعوا بالآلاف في ساحة تقسيم في اسطنبول لليوم السادس على التوالي الاربعاء متحدين اردوغان الذي وصفهم في وقت سابق بأنهم «متطرفون» و«مثيرو شغب» والمتظاهرون يتهمون اردوغان الذي فاز في ثلاثة انتخابات وطنية متتالية بالسعي لأسلمة النظام في هذا البلد الذي تدين الغالبية العظمى من سكانه بالإسلام غير انه يعتمد نظاماً علمانياً.
إلا أن الأجواء الاحتفالية التي سيطرت في ساحة تقسيم تباينت مع التوتر السائد في الأيام الخمسة الماضية، حيث ارتفعت أنغام الموسيقى التركية المنبعثة من مكبرات للصوت فيما كانت الحشود تصفق ،ووقف حتى أنصار فرق متنافسة لكرة القدم متحدين في الاحتجاجات.
من جهتها رحبت الولايات المتحدة باعتذار نائب رئيس الوزراء بعدما أبدت قلقها من الاستخدام «المفرط» للقوة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذاراً على الاستخدام المفرط للقوة ونحن نواصل الترحيب بالدعوات الى اجراء تحقيق في هذه الأحداث».
وانضمت الأمم المتحدة الى الولايات المتحدة وشركائها الغربيين الآخرين للتعبير عن قلقها للمعلومات الواردة بشأن أعمال عنف ترتكبها الشرطة، ودعت الى تحقيق مستقل في هذه المسألة.وحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة التركية على احترام حقوق معارضيها السياسيين بعد حملة عنيفة على محتجين معارضين للحكومة أثارت مخاوف بشأن البلد العضو في حلف شمال الأطلسي.
ومتحدثاً الى المجلس الأمريكي-التركي قال بايدن إن تركيا لديها فرصة لتحقيق هدفها في أن تصبح احد أكبر عشرة اقتصادات في العالم بحلول 2023 لكنها ينبغي ألا تنحرف عن طريق الديموقراطية.
وقال إن الدول التي لديها مجتمعات مفتوحة وانظمة سياسية واقتصادية ومؤسسات ديموقراطية والتزام قوي بحقوق الإنسان العالمية هي الدول التي ستزدهر وستكون الدول الأكثر نفوذاً في القرن الحادي والعشرين.
ومضى بايدن قائلاً «لدى تركيا اليوم فرصة لإظهار انه لا حاجة الى الاختيار بين التقدم الاقتصادي والديموقراطية.. النظام الذي يعطي السلطة للفائزين في الانتخابات ومع هذا فإنه يحمي اولئك الذين في المعارضة».واضاف قائلاً «مستقبل تركيا شيء يخص شعب تركيا ولا أحد غيره. لكن الولايات المتحدة لا تتظاهر بأنها غير مكترثة بالنتائج».
النهاية
نهرین نت