SHIA-NEWS.COMشیعة نیوز:
الرجل الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، ومازال يتلقى التهديد بشكل شبه يومي من الجماعات المسلحة المرتبطة بأجندة خارجية خارجية وعصابات التكفيرية، هو محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري لكن، لِمَ يركّز العنف والإرهاب سهامه على الجبوري.
يقول مراقبون ان الجواب جليّ، فهذا المسؤول الحكومي في محافظة مضطربة الاوضاع الامنية، التي اختلطت فيها أوراق السياسة والمصالحية والطائفية، يدفع ثمن شجاعته في افراز تلك الاوراق وفضح المؤامرات التي تحاك على الشعب العراقي كما ورد على لسانه.
قالها الجبوري بالحرف الواحد في مؤتمر عشائر صلاح الدين " أقسم بالقرآن أني اعرف أربعة شيوخ تلقوا الاموال من قطر لتجنيد الارهابيين والانتحاريين في العراق وبمبالغ وصلت الى 300 مليون دولار" ولأنه قال الحقيقة، التي أسكتت المتورطين، ردّوا عليه بالرصاص ومحاولات التغييب.. ففي يوم واحد، نجا من محاولتين لاغتياله، الاولى في الصباح، والثانية بعد انتهاء فترة عمله.
المحاولة الاولى تمت بعبوة ناسفة لم تخّلف خسائر، والثانية عبر سيارتين ملغومتين استهدفتا موكبه شمال تكريت، وأدت إلى جرح ثلاثة من حماية المحافظة وإلحاق إضرار بأربع من عجلات الموكب وقبل ذلك في 12 من الشهر الجاري، تعرّض الجبوري لمحاولة اغتيال بعبوتين ناسفتين استهدفتا موكبه على الطريق بين كركوك وتكريت.
ومازالت الكمائن تترى.. ولم يكن ذلك كافيا بالنسبة للارهاب، فقد افاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، بأن منزل المحافظ احمد عبد الله تم استهدافه بقذائف هاون أدت إلى إصابة اثنين من عناصر حمايته.
سبيل التحدي وكشف المستور في الكواليس الذي اختاره الجبوري، في مقارعته للارهاب يقلق الجماعات المسلحة والجهات العشائرية المرتبطة به، لاسيما وانه لم يفوت فرصة الا و يفضح فيها م ايحاك في الظلام.. وكان شجاعا الى حد كبير حين أعلن ايضاً إن القائمين على الاجهزة الامنية في المحافظة "يتحملون مسؤولية هروب السجناء من سجن التسفيرات".
وقال الجبوري " إدارة المحافظة كانت لديها معلومات مسبقة بشأن الترتيب لعملية هروب من معتقل في تكريت".. لقد اربكت تصريحات الجبوري، حول ارتباط بعض السياسيين بالعمالة الى " قطر والسعودية وتركيا "، كما يسميهم، حسابات اولئك الذين يعتقدون ان عملهم في الظلام يتيح لهم حرية الحركة.. بل كانوا على درجة كبيرة من اليقظة، بان حتى اولئك الذي يعرفون مخططاتهم وارتباطاتهم بالأجانب، لن يجرئوا على كشفها خوفا من القتل او ابتعادا عن التوريط.
وكان الجبوري اعلنها واضحة " سياسيون يتلفون الدعم الاقليمي لتمزيق وحدة العراق ".
وفي موقف آخر، لا ينقصه الاقدام على الخوض في الحقائق حتى لو كانت مُرّة، اتهامه قادة الأجهزة الأمنية في محافظة صلاح الدين " بتضليل القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي والمسؤولين في وزارتي الداخلية والدفاع بشأن الوضع الأمني " ولم تكن محاولات اغتياله لتمر مرور الكرام على النخب والمواطنين، لاسيما في محافظته، فهذا الرجل نال احترام شعبه، ولهذا كتب عمر حسن على صفحته الافتراضية في فيسبوك وهو يتابع مقطع فيديو للمحافظ وهو يتحدث عن الدعم القطري والتركي والسعودي لشيوخ فتنة عراقيين " انه رجل وطني نزيه، ولعل العراق اليوم في امس الحاجة الى مثل هذه المواقف".
ودوّن علي اللامي :" اﻧﺖ ﻟﻬﺎ، ﻓﺄﺣﻔظه رﺑﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء " وزاد عبد هاشم علي في القول :" محافظ صلاح الدين يعرّي حقيقة ما يجري خلف الكواليس".
ونخبوياً، قالت أطراف سياسية بينها ائتلاف العراقية الحرة، ان محاولات اغتيال الجبوري، استهداف للنخب الوطنية المعروفة بمواقفها المشرفة، و ضريبة يدفعها الشرفاء من أبناء هذا الوطن.
وليست مهمة محافظ الصلاح الدين بالمهمة الروتينية لمسؤول كبير، بل هي مسؤولية استثنائية يحملها من يتبوأ قيادة هذه المحافظة التي تعتبر معقلا من معاقل مناوئي العملية الديمقراطية في العراق، ويتخذ منها انصار حزب البعث المحظور في العراق منطلقا لهم في اعمالهم المسلحة.
تأريخياً، استحدثت محافظة صلاح الدين في السبعينات من القرن الماضي باقتطاع مساحات كيبرة جدا من بغداد وأيضا من كركوك، ذاع صيتها بسبب مدينة تكريت التي تقع ضمن حدود المحافظة وأولاها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اهمية خاصة، حتى سُمي اصحاب الحظوة لدى النظام البائد ب" التكارتة "، في محاولة من النظام لتوريط ابناء المدينة بالولاء المناطقي لغرض اطالة عمر الطغيان.
النهاية
النخیل