وكانت بوبوفا قد قامت بعمل تقرير صحافي تناولت فيه الحادثة في وقت سابق:
نص التقرير:
لا يزال الوضع في حلب صعبا إلى حد ما، ويواصل المسلحون سيطرتهم على وسط
المدينة، وكذلك على ضواحيها في منطقة المطار. ولذلك لا يمكن الوصول إلى
المدينة إلا ليلا وبمروحية. وحتى في هذه الحال لا يضمن أحد الأمن لأن
المسلحين يطلقون النار بكثافة على أية آليات تمر في المكان.
ويقول محافظ حلب إن الوضع ازداد تدهورا لأن عناصر "جبهة النصرة" ملأوا حلب،
لكن العسكريين يؤكدون أن الوضع تحسن لأن الجبهة تنتقل إلى ضواحي العاصمة
الاقتصادية للبلاد تحت تأثير تقدم المشاة ، علما أن استخدام المروحيات غير
ممكن في هذه الظروف.
لقد فرت إحدى العائلات من حي كفر داعل حيث أتى المسلحون من "جبهة النصرة"
وطردوا كل الرجال. أما النساء فأبقوهن كأسيرات وكثمن للجهاد. ونزلت الأسرة
في حي خان العسل حيث فقدت 3 أفراد منها جراء القصف الصاروخي من جانب
المسلحين.
طفل :"– فوجئنا بما حدث حيث اطلق صاروخ. والجميع ركضوا إلى هناك. ووالدي
معهم، لكنه تسمم ومات".
لم يعرف الناس أن الصاروخ لم يكن قذيفة عادية لكنهم لاحظوا بعض الأمور
الغريبة.
ويقول رجل عجوز من سكان القرية: "– هذه المرة كانت الرائحة شديدة، والدخان
أختلف لونه، والأرض حوالينا تلونت بعد وقوع الانفجار".
مر أسبوع تقريبا منذ سقوط قذيفة تحمل حشوة كيميائية في خان العسل. لكن السكان يواجهون الخطر إذا لم تُستخدم وسائل وقائية خاصة. ولا يوجد في منطقة سقوط القذيفة إلا بضعة مساكن ومسجد صغير. وقد مات غالبية الناس فيما بعد في المستشفى جراء الاختناق. كما أن الحيوانات أيضا تعرضت لجرعة مميتة من المادة السامة. ويمكن مشاهدتها في شوارع خان العسل. إذا كانت المادة كلورا فيرجح أنهم يأخذونها من معمل سوري- بلغاري يبعد 40 كيلومترا عن حلب، علما أن "جبهة النصرة" تسيطر منذ فترة طويلة على المعمل الذي ينتح مواد كيميائية تستخدم لتنقية الماء. ويضطر المحافظ لشراء منتجات المعمل بسعر يزيد أضعاف سعرها الحقيقي.
وتعتبر الجروح غير عادية. وهناك لقطات من المستشفى تبين رجلا لا يستطيع الوقوف على قدميه. وذلك يشبه تأثير غاز أكثر خطورة يسمى السارين. وتقود آثار وقوعه في أيدي المقاتلين إلى معامل تركية. وفي بعض مقاطع الفيديو على الإنترنت حيث يهدد المسلحون باستخدام السلاح الكيميائي ضد السوريين، ويمكن مشاهدة كتابات باللغة التركية. ويمتلك الأطفال هنا مجموعة كاملة من قذائف مبتكرة سقطت على المنطقة. وإذا وجه إليهم سؤال عمن يطلق تلك القذائف فانهم يردون فورا: "إنهم المسلحون". وبعد مجيء فريق من المصورين إلى هنا سمعت في منطقة مجاورة أصداء إطلاق نار. لكن الأطفال الذين دفنوا أباءهم واعتادوا على رعب الحرب لم يتأثروا بذلك أبدا هذه المرة.
النهاية
روسیا الیوم