SHIA-news.com شیعة نیوز:
حدثتنا هذه المرأة المستبصرة عن بداية حياتها وفترة طفولتها فقالت أنه في فترة طفولتي لم يكن أبي وأمي يذهبان الى الكنيسة ولم تكن لي فرصة لذهاب الى الكنيسة الا مع طلاب مدرستنا، وكنت أحب الكنيسة، لأنها كانت تمنحني الطمئانينة والراحة النفسية التي كنت أتصور أنني أستمدها من الخالق الكريم.
ولما بلغت الحادية عشر من عمري شاركت في بعض الفعاليات الدينية التي كانت تقام في مدرستنا ولم يكن ذلك بدافع مني لأنني كنت أرى أن مثل هذه الفعاليات تضعف اتصالي بالله ولأن هذه الفعاليات والممارسات كلها تحوي الشكوك والشبهات لذلك لم أكن أرغب بأتجاهها ومع مرور الزمن وعندما أرتفع مستواي العلمي وأخذت أحلل وأدرس الأمور وأمعنت النظر في الديانة المسيحية ورأيتها لا تصلح لأن فيها من الأمورالفلسفية المعقدة... لا أن في بعضها أمور منافيه للطبع الأنساني ألسليم ومن جملة ذلك أعتبار أن الخمر الذي نتناوله في الكنيسة هو دم المسيح في حين أن الأطباء يقرون بأن الخمر له أضرار جسدية ونفسية على الحياة الفردية والأجتماعية ولما كنت أوجه بعض أسئلتي الى رجال الدين فلا أحد يجيبني بجواب مقنع وكنت أجهل السبيل الذي يرشدني ألى ربي.
وسأل مراسل "شفقنا" بعض الأسئلة كتالي:
1 ـ الم تجدي من يأخذ بيدك ألى طريق الحق والصواب؟ لا بل أنت لم تحاولي أن تجدي السبيل الى ذلك فأجابت...
بقيت في الحيرة فترة من الزمن حتى ضعف أيماني وفشلت كل محاولاتي في البحث عن السبيل أو الرابط ألى ربي فلتجأت الى تخدير نفسي بالهو والعب لئلا أشعر بتأنيب الضمير فقررت بعدها أن ألتجاء الى الطرب والموسيقى. فأشتريت بعض الأجهزة الموسيقية وبدأت بالعزف عليها ولكن طرأ لي حادث جعلني أفكر في الموت فاقشعر جلدي وقلت في نفسي أن الموت يسلب مني كل شيء وما قيمة هذه الاعمال التي نلتذ بها ظاهرياً ونجهل الأثار المترتبة عليها.
فقلت في نفسي لماذا لم ألتجاء الى سبيل يمنحني الطمائنينة في هذه الحياة فقررت أن لا أيئس في البحث عن الحق .
2ـ وهل طالت مدة البحث عن ما كنت تريديه؟
أجابت الأخت سعيدة أنه لحسن الحظ أن التقيت بأحد الشبان المسلمين في الجامعة وكان لي معه لقاء قصير وقد تحدث معي حول القيم والأخلاق ودور الرسل والأنبياء في بناء شخصية الانسان فأعجبت كثيراً بأفكاره ومبادئه وكان أكثر ما أثار أنتباهي في هذا اللقاء القصير هدوء وطمأنينته ألنفسية التي كان يتمتع بها .
3ـ أيحق لنا أن نعتبر أن ذلك كانت البداية في البحث عن الحقيقة؟
نعم، حيث أنني قررت أن أتعرف على الأسلام بصورة جادة فتوجهت الى الكتب التي تبحث عن الاسلام ولكن للأسف لم أجد ألا الأستهزاء والسخرية من هذا الفكر لذا طلبت من أبي أن يوافق على تعلمي للغة العربية فقبل أبي ذلك وأستدعى لي أستاذاً لهذا المجال وللأسف أن هذا الاستاذ كان مسلماً ظاهرياً فاكتفيت منه بتعلم اللغة العربية ومرة أهداني كتاب أسمه "الحياة والرؤية الكونية في الأسلام" فقرأتها بتمعن فأنفتحت آفاق رؤيتي وعرفت بأن الاسلام يتلأم مع الفطرة ويرفع الانسان الى مستوى فكري رفيع.
4ـ وهل قررت أن تعتنقي الأسلام؟
أني وجدت الأسلام قد دخل الى قلبي وهزّ كياني وترك أثراً بالغاً في تهذيب وتزكية نفسي ولكن كانت لي أول عقبه هو كيف أرتدي الحجاب وكيف أواصل على الصلاة اليومية وكذلك قد وجدت أن هناك في الأسلام فرق ومذاهب كثيرة وعندما أستفسر من المسلمين عن سبب ذلك لم يكن أحد يقدم لي يقنعني وبقيت على هذه المسألة الى عام 1988 حيث أقيم مؤتمر أسلامي في المركز الأسلامي في هامبورغ، فتعرفت على أخت شيعية ورافقتها طيلة أنعقاد المؤتمر ولمدة ثلاثة أيام وكان تتمتع هذه الأخت بثقافة أسلامية عالية وكنت أوجه لها الشبهات التي في ذهني فكانت تجيبني أجابات قوية ومقنعه.
5ـ وكيف أهديتي الى مذهب أهل البيت عليهم السلام؟
أنا قد اسلمت ولكن على مذهب أبي حنيفة من قبل وعندما ألتقيت هذه الأخت الفاضلة وسألتها عن الشبهات وسؤالي القديم الذي كان حول سبب نشوء الفرق في الأسلام فأجابتني أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أوصى الأمة بالتمسك بالثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته وجعل الاعتصام بهذين الركنين عصمة من الضلال ولكن البعض من أجل تحقيق مصالحهم ومأربهم رفضوا عترة الرسول صلى الله عليه وآله وكان هذا سبباً لأبتعادهم عن الرؤى الأسلامية الصحيحة لذلك نشأت الفرق في أوساط الأمة وفكرت في هذا الكلام كثيراً وأعتبرته أنه ثمرة أبحاثي لذلك أعلنت التشييع.
6ـ وماذا وجدت في مذهب أهل البيت عليهم السلام؟
شعرت بعد تشييعي بثقة نفسية كبيرة وكانت مفاهيم أهل البيت عليهم السلام لها دور كبير في تنمية الثبات في نفسي وتضيف الأخت سعيدة "اينغريد" أن آلان لست كما كنت في ما سبق همج رعاع أتبع كل ناعق، وأستجيب لكل دعوة. لا بل دليلي هو اليوم عقلي والذي أمتلاء نوراً من مصابيح الهدى ومعارف أهل البيت عليهم السلام لذا أنا ملتزمة في الحجاب الأسلامي وأواضب على الصلواة الخمسة وألتزمت بشرائع ديني وغيرت أسمي فأنا اليوم سعيدة وفعلاً أنا كذلك لأن قلبي أمتلاء بمحبة أهل البيت عليهم السلام والذي يفيض دوماً بمشاعر الرضا والثقة والأمل.
النهاية
شفقنا