SHIA-NEWS.COM شیعه نیوز:
شیعة نیوز: وكشف الموقع تواطؤ الولايات المتحدة مع السياسة التي يتبعها نظام آل سعود
لضرب استقرار البلدان المجاورة عبر استخدام نوع نادر من التطرف الإسلامي
يعرف بالوهابية إذ إن السعودية تقع تحت هيمنة الوهابيين منذ زمن طويل
وتستخدمها كأداة سياسية تصدرها إلى الدول التي تريد زعزعة استقرارها ويبدو
أن ذلك يتم برضا الولايات المتحدة التي تدعي محاربة التطرف.
وحمّل المساعد الاجتماعي والنقابي شاموس كوك في مقال نشره الموقع الولايات
المتحدة المسؤولية عن نشوء حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» الأصوليين
التكفيريين من خلال دعمها منذ وقت طويل لمساعي آل سعود في هذا المجال،
مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتمسك إلى اليوم بهذه الاستراتيجية القائمة
على استخدام التطرف كسلاح ضد المجتمعات لأنها فعالة للإطاحة بالحكومات
المناهضة للسياسة الأمريكية.
ونبّه الموقع إلى أن الإعلام الأمريكي كما الخطاب السياسي سعيا لتبرير ما
يقوم به ما يسمى (الجيش الحر) من أعمال قتل في سورية متجاهلين حقيقة أن هذا
«الجيش» لم يتولد عن ثورة بل كان نتيجة مال وسلاح السعودية وأراد أن يحوّل
المعركة في سورية إلى معركة عرقية ودينية كما تريد السعودية والولايات
المتحدة.
وقال الكاتب: إن ما يسمى(الجيش الحر) كان مسؤولاً عن أعمال التطهير العرقي
والديني في حمص وغيرها وإنه مارس الإرهاب لدفع أكثر من80 ألف مسيحي في حمص
للهجرة كما ارتكب أعمال تصفية واغتيال لتحريض فئات المجتمع السوري ضد
بعضها وخلق الظروف المواتية لحرب أهلية داخل هذا البلد تكون كفيلة بانهياره
وتفكيكه بعد أن تسقط المبادئ المدنية والعلمانية للدولة السورية التي
تعتمدها الحكومة منذ سنوات.
وشكك الموقع بمصداقية الولايات المتحدة على المستوى الدولي التي تاجرت
بالديمقراطية على مدى عام ونصف العام ومارست الأكاذيب والدعاية المناهضة
لسورية قبل أن تبدأ الاعتراف بأجزاء من الحقيقة في سياق سياسة رسمت وأُعدت
مسبقاً.
ورأى كوك أن عرض أجزاء من الحقيقة حول الأزمة في سورية من وسائل الإعلام
الأمريكية وعلى رأسها صحيفة (نيويورك تايمز) في وقت متأخر جداً يراد منه
غسل يد أمريكا من الدم السوري بعد أن مارست التحريض المتواصل على الحرب
خلال عمر الأزمة.
وقال كوك: إن متابعة الإعلام الأمريكي اليوم تعطي انطباعا بأن كل التقارير
السابقة التي كانت تتهم الجيش السوري بقتل المواطنين دون تمييز ليست سوى
أكاذيب تدور في حلقة وسائل الإعلام والحقيقة أن المواطنين السوريين ينظرون
إلى الدولة كحليف لهم في وجه ما يتعرضون له من إرهاب ويعولون كثيراً على
القيم العلمانية للدولة التي تريد الوهابية إسقاطها برضا أمريكي ظاهر.
واستغرب الموقع حالة الغرام التي جمعت ما يسمى (الجيش الحر) بالإعلام
الأمريكي، حيث تبنى سلوكه وسوّق له كصانع للحرية معللاً ذلك بالقول: إن هذا
الجيش لا يتعدى أنه خادم للسياسة الغربية التي تنفذها السعودية.
وفي معرض تدليله على تحول بوصلة الإعلام الأمريكي ولو جزئياً في نظرتها
لما يجري في سورية اقتبس الموقع من مقال حديث لصحيفة (نيويورك تايمز) يصف
الوقائع بشكل أفضل من أي تقرير سابق قائلاً: إن التطهير الذي يرتكبه الجيش
الحر دفع جزءا ممن كانوا يدعمونه والمترددين في موقفهم للانضمام إلى
الحكومة.
وخلص الموقع للقول: إن الساسة الأميركيين من الحزبين السياسيين كذبوا على
الجمهور حول حقيقة الصراع في سورية لأنها دولة ليست حليفة للولايات المتحدة
ولذلك ترى تدميرها ميزة ومصلحة لها، محذرين من أن واشنطن التي تدعم بعناد
محاولات السعودية لزعزعة استقرار سورية تسهم بخلق أزمة إنسانية ستعود
لتطارد الولايات المتحدة فيما بعد.
موقع «اغورا فوكس» الفرنسي
وفي الإطار ذاته أكد موقع «اغورا فوكس» الفرنسي أن طبيعة الأحداث في سورية
اتخذت منحى آخر غير الذي تريده أطراف الحرب ضد سورية التي تجري بتنظيم من
فرنسا وبريطانيا وتركيا وقبلهم طبعاً الولايات المتحدة الأميركية
و«إسرائيل».
وتحدث الموقع بلغة لا تخلو من التهكم على من يستهدف سورية قائلاً: كان
يبدو حتى وقت قريب في سورية أن انتصار مرتزقة الامبريالية الغربية والدول
العربية الرجعية هو في متناول اليد ولكن الأحداث أخذت بوضوح منحى آخر كانوا
يريدون تصفية القيادة السورية فوراً ولكن طال أمد الحرب وتكبدت تلك
المرتزقة خسائر فادحة وضاع السيناريو الليبي ولن يكون بمقدور احد إعادة
كتابته.
ودعا الموقع ضمن مقال حمل عنوان «أخبار جيدة سورية تقاوم» المهتمين
بالأزمة في سورية للنظر في أمرين رئيسيين ما أسباب المقاومة السورية
وبالتالي ماذا سيترتب على هزيمة المرتزقة إذ إنه من وجهة النظر العسكرية
فإن سورية تمكنت من الحفاظ على القدرة العملياتية العالية التي تفترض
الكفاءة التكنولوجية ومستوى عال من المعدات وهنا فإن الطرف الآخر سيلوم ما
يسمى (الجيش الحر) لأنه بالغ في فتح المعارك دون حساب وظن أنه قادر على قهر
الأرض السورية.
ورأى الموقع أنه من الواضح الآن أن سورية أصبحت شيئاً آخر غير أرض
المواجهات حتى العسكرية منها لأن مقاومة الحكومة الشرعية أخذت بعداً تجاوز
إلى حد بعيد الإطار الإقليمي وجعل الحديث يدور اليوم بأن المعركة التي
تجتاح سورية تندرج تحت إطار الصراع بين قوى المقاومة والتحرير من جهة
والإمبريالية المهيمنة من جهة أخرى.
المصدر: تشرین