SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمّد، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام على نساء البحرين المؤمنات القانتات..
السلام على نساء البحرين المجاهدات المضحّيات.. السلام على نساء البحرين الصابرات المثابرات ..
أرجو لكن من الله العليّ القدير النصر المؤزّر، والتوفيق ، والسداد ، وحسن العاقبة. وبعد..
أولاً – إنّ حملكن لراية الثورة إلى جنب الرجال المؤمنين لهو إقتداء منكن لتلك النسوة اللاّتي وقفن مع الأنبياء والرسل والصالحين في التاريخ، فإذا كانت إلى جنب آدم (ع) حوّاء المؤمنة، وإلى جنب إبراهيم (ع) هاجر المجاهدة، وإلى جنب موسى (ع) أخته الزكيّة، وإلى جنب عيسى (ع) أمّه الطاهرة، وإلى جنب رسول الله (ص) زوجته الوفيّة، وإلى جنب علي (ع) الصدّيقة المرضية (ع) ، وإلى جنب الحسين (ع) زينب الصابرة العليّة. فأنتن اليوم إلى جنب المؤمنين من رجالكن، تحملن راية العدل في مواجهة الظلم، وراية الحق في وجه الباطل، وراية الأنبياء في مقابل راية الدجالين. فبوركتنّ من نساء مؤمنات ، وبوركت نهضتكن الربّانية، وبوركت تلك الخطوات التي تخطونها اليوم في مواجهة قوى الظلم والظلام، وحكومة البغي والعدوان.
ثانياً – إنّ إعتداء شرطة الملك الباغي على نساء البحرين أعاد إلى الأذهان إعتداء جيوش بني أميّة على بنات رسول الله (ص) في كربلاء. ولقد سلب هجومهم في منتصف الليل على دوّار اللؤلؤة، على الرجال والنساء والأطفال، كل شرعية لحكم البغي الخليفي، فأي ملك هذا الذي يقتل نساء شعبه ورجاله وأطفاله في منتصف الليل؟ وكيف يمكن أن يقبل به أحد بعد ذلك ملكاً، وهو فعل ما لم يفعل مثله الرئيس التونسي المخلوع بن علي وحسني مبارك والقذافي وعلي عبد الله صالح، ولا حتى صدام حسين المجرم. إنّ هذا ما جنته الملكية الدستورية، وهذه طبيعة الملوك الذين وصفهم الله في كتابه الكريم، قائلاً: «إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون ».
ثالثاً – أيتها الأخوات المؤمنات، إعلمن أنّ الناس نوعان: نوع ينتمي إلى الماضي، ونوع ينتمي إلى المستقبل، وأنتن اليوم بحمد الله من النوع الثاني، حيث تحملن راية التغيير لصنع مستقبل زاهر لأبنائكن. أمّا أعدائكن فينتمون إلى الماضي. وفي الصراع بين هذين لا شك أن الذين ينتمون إلى المستقبل هم الذين يربحون المستقبل، لأنّ المستقبل آتٍ آتٍ لا محالة، أمّا الماضي فلا يعود بأي حال من الأحوال. وتأكدن أنّ هذه العائلة الفاسقة الفاجرة المتخلّفة في سبيلها إلى الإنقراض ، ليس لأنها أصبحت من الماضي الأسود فحسب، بل لأنكنّ اليوم تصنعن المستقبل، بشجاعتكن، وبطولاتكن، وتحملكن، وصبركن، وثباتكن، وتضحياتكن. فالمارد العملاق قد إستيقض من سباته في هذا البلد، ولذلك فإنّ كلّ إمرأة في البحرين هي لبوة ، وكلّ طفل هو بطل ، وكلّ رجل هو من صنّاع التاريخ.
إنّ هذا البلد لن يعود إلى الوراء. ألا ترى كيف أن النساء يسجلن بطولات لا مثيل لها في تاريخ هذه المنطقة، فالمستقبل لكن والنصر إن شاء الله من الله حتمي بالنسبة إليكن، فإصبرن وصابرن وشجّعن الرجال على مواصلة هذا الطريق إلى نهايته.
رابعاً – إن تظاهر السلطة بالقوّة ليس إلاّ كنفخ القطة في نفسها عندما تواجه الأسود، فليس العدو إلا كبالون منفوخ من الهواء، يكفي لإنهاء وجوده أن تكون هنالك إبرة صغيرة في يد طفل، كما فعل داود النبي (ع) بجالوت الملك المتجبّر الفاسق الفاجر المتخلّف يقول تعالى : «ولمّا برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين» ويقول تعالى: «وهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك».
وأجعلوا قول الله نصب أعينكن، حيث يقول: «ولا تهنوا في إبتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون ، وكان الله عليماً حكيماً». ولله الحمد، أنّ عدوّكم الذي كان دائماً يرعبكم بجنوده الذين كانوا يهجمون على بيوتكم في منتصف الليل، بينما هو نائم على الحرير في قصره ، عدوكم هذا اليوم يعيش الرعب من مجرّد الإستماع إلى أصواتكن، وأنتن تصرخن في وجهه: إنتهى صبرنا، إنتهى دوركم، إرحلوا إرحلوا. فلا تتراجعن خطوة واحدة عن مسيرتكن المظفّرة بإذن الله، ولا تقبلن بديلاً عن سقوط الملكيّة التي إنتهت صلاحيتها ولم يبقى أمامها إلاّ الرحيل من غير عودة.
خامساً – لا تتراجعن عن شعار: هيهات منّا الذلة، في مواجهة جبروت هذه السلطة المتخلّفة الفاسقة الفاجرة، ولا تتراجعن عن شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، فإنّ ذلك يؤرّق مضجعه، ويسلبه أمنه، رغم تحصّنه في داخل قصوره، ولا تتراجعن عن شعار: لا حوار مع القتلة ولا مفاوضات.
سادساً – لقد تطهّرت أرض البحرين بدماء شهدائكن، وأصبحت لعوائل الشهداء حقوق أساسيّة في رسم مستقبل البحرين، وواجبكن اليوم أمام تلك العوائل الصبورة، لا يقتصر على المواساة ورفع شأنهن، وإنما لابدّ من الإقتداء بهنّ في رفضهنّ القاطع لأي حوار مع قتلة أولادهن، فلا يجوز لأحد ، مهما كان موقعه ، أن يقدم على أية خطوة إلاّ بمشورة عوائل الشهداء، فهن اليوم أولياء الدم: «ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً». ولهذه العوائل وحدهنّ الحق في القصاص الذي جعل الله فيه الحياة، فقال: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
سابعاً – إنّ سقوط أصنام الملكية أمر حتمي، فهذا وعد الله لعباده الصالحين، وهو القائل: «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين» وهو القائل: «ونريد أن نمنّ على الذين أستضعفوا في الأرض ونجلعهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون». وعليكن أن تعدن أنفسكن لما بعد سقوط النظام الملكي العفن، في مزبلة التاريخ، وليس ذلك اليوم الذي يعيش فيه أبناء البحرين أحراراً في بلدهم، من دون وجود جزمة هذا الطاغي على رؤوسهم، ليس ذلك ببعيد، «إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً».
انتهی
المصدر:الوعی
