SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
«كيف تنجو من ثورة» كان عنوان محاضرة / مناظرة جرت هذا الاسبوع في امستردام، ونظمتها وزارة الخارجية الهولندية.
وبالفعل يبدو ان الانظمة الملكية في العالم العربي قد نجت من العواصف لغاية الآن وسيكون لها ما أرادت كما يدعي المؤرخ روبرت لاسي، مؤلف الكتاب الشهير «داخل المملكة» الذي يتناول العربية السعودية.
لكن الدكتور كريستوفر ديفيدسون، مؤلف كتاب «بعد الشيوخ» يعارضه في ذلك ويرى أن أنظمة الخليج لن تصمد الى الأبد. "إذاعة هولندا العالمية سألتهما لماذا؟
من سيسقط اولا في الخليج؟
ديفيدسون: في الواقع البحرين سقطت فعلا. اكثرية الشعب ضد النظام، الذي مازال مستمرا بفعل الدعم الخارجي له. في عُمان جيل الشباب ينتظر بصبر وأدب موت السلطان الخالي الذي ليس لديه ابناء.
في الكويت نسبة السكان الذين يتظاهرون في الشوارع هي اكبر من نسبة الذين ينزلون الى الشوارع في مصر. في السعودية الناس تحتج، وفي الامارات يوجه الناس الاهانات لحكامهم على الانترنت. دول الخليج لديها ديناميكية مختلفة ولكن هناك مجموعة من العوامل التي ستؤدي الى سقوط الملكيات المطلقة بين سنتين الى 5 سنوات.
لاسي: لن يسقطوا. اثبت الملوك والأمراء والشيوخ مرونتهم ولم يعودوا كيانات قبلية تقليدية كما هو حال الملوك المتخلفين مثل مبارك والقذافي. في انكلترا وهولندا تخلصنا من النظام الملكي ثم بعد ذلك طلبنا منه العودة. يوما ما سيكون للسعودية نظام ملكي دستوري مع وجود برلمان منتخب 100 في المئة.
ما الذي يجعل الانظمة الملكية في الخليج قوية جدا؟
لاساي: احد الاسباب هو انه في معظم الجمهوريات، مهما تفرقت المعارضة، لديها على الاقل هدف واحد يجمعها: وهو إسقاط الحاكم. لكن في السعودية مثلا، آل سعود يبقون الاطراف المختلفة والمتباينة معا. كما انهم في تحالف وثيق مع الدين، في وقت انقلب فيه الدين على الحكام في مصر.
ديفيدسون: السلالات الملكية هي كناية عن نظام سياسي قوي: لديهم الوريث الشرعي، وحتى في حال وقوع انقلاب داخل القصر، فإنه من المرجح ان تقف غالبية العائلة المالكة مع النظام لأن ذلك يصب في مصلحتهم. لكن ما نراه يحدث الآن، انه في العديد من دول الخليج هناك افراد من العائلة المالكة قد اصبحوا جزءا من المعارضة.
سبق وكان هناك توقعات بسقوطهم، لماذا ستتحقق الآن؟
ديفيدسون: في الستينات والسبعينات كان هناك نظريات تنبأت ان تأتي الاحتجاجات من الطبقة العاملة المعدمة. هذه الطبقة لم تتشكل في دول الخليج في ظل الحرص على استقدام العمال من الخارج. هناك فكرة اخرى ثبت انها خاطئة، وهي ان التحديث والتطور الاقتصادي سيؤديان لا محالة الى طبقة وسطى ذات مطالب سياسية.
لاسي: لقد استخدموا اموال النفط لرشوة مواطنيهم، منحوهم صفقات جيدة، مثل التعليم المجاني والمنح الدراسية وغيرها
ديفيدسون: لكن هناك الآن عوامل عديدة مجتمعة. لم يعد بوسع الانظمة الملكية الاستمرار بالإنفاق المتزايد. كما انهم اختاروا اسلوب القمع القاسي. هل كان احد يتوقع أن يتجاوز عدد السجناء السياسيين في دولة الامارات مائة شخصا؟ الحاكم يفعل كل شيء للتمسك بالسلطة، لكن الثمن هو فقدانه لشرعيته يوما بعد يوم. حاجز الخوف قد كُسر وهناك الآن اتصالات افقية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. هذه العوامل لوحدها غير كافية للإطاحة بالنظام، ولكن اذا اجتمعت تشكل سويا عاصفة مناسبة.
لاسي: هل يمكن أن يصبح تويتر اداة تحديث؟. اذا نظرنا الى عدد المغردين في السعودية، نجد ان العدد الاكبر منهم هم من - متتبعي followers - رجال الدين التقليديين. هذا ما يريد الناس الاستماع اليه.
ديفيدسون: السبب هو ان هؤلاء الشيوخ لديهم بالأساس قاعدة شعبية، لكن هذا الميزة لن تستمر.
يا سيد لاسي يقولون عنك انك تحب المملكة العربية السعودية
لاسي: انا انظر للسعودية بشكل نقدي ايضا ولكنني اعتقد ان هناك معايير مزدوجة. يتم تصوير آل سعود على انهم من افظع الطغاة ويقمعون النساء. بينما النظام الديمقراطي الرائع في الولايات المتحدة لم يتمكن من رفع نسبة تمثيل النساء الى البرلمان الى ما هو اعلى ممن يصفونه بالملك السعودي «الغبي». انا افضل ان يدير آل سعود كل هذه الثروة بدلا من الاسلاميين.
لنأخذ قضية حمزة كاشغري الذي اتهم بالهرطقة. الناس العاديون هم من ارادوا ان يحاكم. الملك يحافظ على التوازن. لقد اخبرني والد كاشغري ان ولده محتجز في فيلا خشية اعتداء بقية السجناء إذا يتم وضعه في سجن عادي.
ديفيدسون: في فيلا!! هذا امر جميل. في البدء كان هناك خطر الشيوعيين ثم الاسلاميين والآن الشيعة او خطر ايران. حكام الخليج بارعون، ولقد تمكنوا دائما من شيطنة المعارضة. الغرب يصدق هذه الشيطنة، كما يستخدم حكام الخليج الشركات الغربية للعلاقات العامة لتكريس مثل هذه الصور عن المعارضة.
لماذا؟
ديفيدسون: إن السياسة الخارجية لدول الخليج هي امتداد للسياسات المحلية: إعادة توزيع الثروة. مازال الغرب اساسيا بالنسبة لهم. قد يكون هناك تحول في القوى عندما يتعلق الامر بخريطة الطاقة، لكن ملوك الخليج بحاجة ماسة لحماية الغرب العسكرية.
ما يقلقني هو ان دول الخليج تستثمر في وسائل الاعلام مثل سكاي نيوز وفي جامعات عالمية معروفة. اعرف العديد من الاكاديميين الذين اجبروا على وقف ابحاثهم الحرجة. انا اتلقى رسائل عبر بريدي الالكتروني من مسؤولين بريطانيين يطلبون مني التوقف. كان من المقرر ان اتحدث في مؤتمر مع عدد من المشاركين عن الاشخاص البدون في الكويت والبحرين وغيره. لكن في آخر لحظة تم إلغاء المؤتمر لان الكويت كانت تموله، ولم تجد ان الوقت مناسبا الآن لعقد مثل هذا المؤتمر". والجامعة لم تتقدم باي احتجاج على ذلك.
انتهی
المصدر:الراصد