السؤال:
ما
مدى مصداقية الأحاديث المنقولة عن ابي هريرة علما أنها تدرس لاولادنا في
المناهج، وهل نأخذها بمحمل الجد عند تدريس اولادنا في البيت؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد
أكثر أبو هريرة الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان ذلك على
الرغم من المدة القصيرة التي صاحب فيها الرسول (صلى الله عليه وآله) والتي
لا تكاد الصحبة الفعلية منها تتجاوز السنتين.
وقد روى الصدوق عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) انه قال : (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى
الله عليه وآله) أبو هريرة وانس بن مالك ، وامرأة ) (الخصال: 190). ولسنا
وحدنا الذي يقول بكذب أبي هريرة، بل هناك الكثير ممن وصمه بالكذب،
فالمعتزلة يرون عن أبي جعفر الإسكافي قوله: إن أبا هريرة مدخول عند شيوخنا
غير مرضي الرواية ضربه عمر بالدرة وقال له قد أكثرت الرواية وأحر بك ان
تكون كاذباً على رسول الله (صلى الله عليه وآله). ويرون أيضاً عن الإسكافي
روايته عن علي (عليه السلام) انه قال : (الا أن اكذب الناس ـ أو أكذب
الاحياء ـ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو هريرة الدوسي). وقد أنكر
على أبي هريرة إكثاره للحديث الكثير من الصحابة منهم عائشة التي يقول عنها
ابن قتيبة: أنها أشد الناس إنكاراً على أبي هريرة، وكذلك أنكر الزبير عليه
وقال: ((صدق كذب))، ((صدق كذب))، عن رواية أبي هريرة للأحاديث، فسأل عن
معنى كلامه فقال : ان يكون سمع الأحاديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فلا شك، ولكن منها ما وضعه على مواضعه ومنها ما وضعه على غير مواضعه . وقد
حصل أبو هريرة من وراء روايته للحديث على الأموال والمناصب التي غيرت حاله
كلياً بعد ما كان مسكينا من مساكين الصفة يستجدي طعامه من الماره في
الطريق. هذا هو حال أبي هريرة ولكن مع ذلك لا ينبغي ان نتهم كل حديث يرد عن
طريقه بالكذب والوضع، فلعله يكون واحداً من الأحاديث التي نقلها صحيحاً،
فلذلك يحتاج كل حديث يرد عن طريقه الى البحث، وان كان الراجح عندنا عدم
الإعتناء به إلى تلك الأحاديث التي ورد ما شابهها عندنا.
ودمتم في رعاية الله