غضب القضاة يتصاعد
وفي إطار الخطوات التصعيدية وقرارات الجمعية العمومية لنادي قضاة مصر التي أعلن عنها أمس الأول رفضاً للإعلان الدستوري علقت كل المحاكم والنيابات بالجيزة العمل أمس كما علقت نيابات الدقي والعجوزة وإمبابة وقسم الجيزة ومركز الجيزة وكرداسة وأوسيم ونيابات حوادث شمال وجنوب الجيزة والنيابات الكلية والوراق وبولاق العمرانية ومحامين العموم بالإضافة للمحاكم المختلفة بالجيزة.
وعلقت محكمة القاهرة الجديدة والتجمع الخامس ومحكمة مدينة نصر بالحي السابع ونيابة مدينة نصر ونيابة الزيتون والأميرية العمل في نظر الجلسات وتم تأجيل الجلسات إدارياً كما أوقفت نيابات القاهرة الجديدة والمطرية والمرج والسلام العمل وذلك تنفيذاً لقرار الجمعية العمومية الطارئة لنادي القضاة.
وقالت مصادر قضائية: إن تعليق العمل يعتبر تعليقاً جزئياً حيث سيتم اتخاذ القرارات الإدارية كتجديد حبس المتهمين واستخراج تصاريح الدفن بينما سيتم التصعيد بدءاً من الغد بالتعليق الكلي للعمل بالمحاكم والنيابات بالجيزة.
في المقابل قال مسؤول المركز الإعلامي الأمني بوزارة الداخلية المصرية: إن إجمالي عدد المصابين في صفوف رجال الشرطة جراء الأحداث التي يشهدها شارعا محمد محمود وقصر العيني ارتفع إلى 164 مصاباً منهم 28 ضابطاً مضيفاً في بيان له: إن اشتباكات أمس الأول أسفرت عن إصابة 36 من رجال الشرطة.
وأشار إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على 267 شخصاً وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية بحقهم.
وكانت الاشتباكات تجددت في وسط العاصمة المصرية القاهرة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين من أمام مبنى المجمع العلمي نحو ميدان التحرير حيث سجلت أكثر من حالة إصابة بنوبات اختناق.
وردد المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مبنى الجامعة الأمريكية العديد من الهتافات خلال اشتباكهم مع قوات الأمن من بينها إعلان دستوري باطل.
معتصمو ميدان التحرير يتضاعفون
بدورهم واصل المعتصمون في ميدان التحرير اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره مرسي وكان لافتاً الزيادة في أعداد الخيام داخل الميدان بعد قيام عدد من أعضاء الأحزاب المصرية المعتصمين بنصب المزيد منها.
كما واصل المعتصمون إغلاقهم لكل المداخل المؤدية إلى الميدان لليوم الثالث على التوالي حيث استمر تحويل حركة سير السيارات من أمام المتحف المصري في وقت قام فيه المتظاهرون بحملة لتنظيف كل أرجاء الميدان وقسموا أنفسهم إلى مجموعات تعمل على جمع المخلفات الموجودة بالميدان ووضعها على جوانبه ثم حرقها.
وفي الإسكندرية شهدت ساحة مجمع محاكم اشتباكات متبادلة بين محامين منتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وزملائهم من معارضي الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي الخميس الماضي.
وبدأت الاشتباكات بترديد هتافات تحمل تبادلاً للاتهامات بين الجانبين حيث طالب المحامون المنتمون لجماعة الإخوان والمؤيدون للإعلان الدستوري بسحب الثقة من عبد الحليم علام نقيب المحامين بالإسكندرية وسامح عاشور النقيب العام لترحيبهما بتعليق العمل بالمحاكم رافضين قرار النقابة بالتضامن مع قضاة الإسكندرية لرفض الإعلان الدستوري.
وكان قضاة الإسكندرية استجابوا لقرارات الجمعية العمومية لنادي قضاة مصر وعلقوا العمل في المحاكم.
وقال المستشار عزت عجوة رئيس نادي قضاة الإسكندرية: إن نادي قضاة الإسكندرية سجل موقفا تاريخيا بدعوة المحاكم إلى تعليق العمل بها قبل أن يصدر القرار من نادي القضاة بالقاهرة ما يؤكد أن قضاة الإسكندرية اتخذوا موقفاً إيجابياً ضد انتهاك سيادة القضاء ودولة القانون.
وأضاف عجوة في تصريحات صحفية: إن محاكم الإسكندرية علقت العمل حتى تراجع الرئيس مرسي عن قراراته مؤكداً تحمل قضاة مصر لمسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية التي يتشرفون بها وشدد على أن خطورة الموقف الحالي تجعل الأمر لا يحتمل أنصاف القرارات.
وطالب عجوة جميع القضاة بالوقوف على قلب رجل واحد لإعادة الحق وتصحيح المسار ومواجهة التوغل في شؤون السلطة القضائية والدخول في اعتصام مفتوح داخل مقر نادي القضاة.
فنانون ضد مرسي
واستنكر فنانون بشدة الإعلان الدستوري، وأعرب الممثل المصري حسين فهمي عن استيائه الشديد من قرارات مرسي محّذراً من أن مصر تمر الآن بأصعب الظروف على الإطلاق، لافتاً إلى استحالة أن يمتلك أي رئيس مثل هذه السلطات في القرن الحادي والعشرين وانتقد سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على المؤسسات المصرية بما فيها التلفزيون المصري الذي كان تابعاً للشعب.
وقال فهمي في حديث لمحطة «سكاي نيوز» البريطانية: إن ما تعيشه مصر الآن هو أسوأ بكثير مما مرت به خلال حكم العهد السابق ومن سبقوه، معرباً عن تخوفه على الاقتصاد المصري.
من جهتها أكدت الفنانة إلهام شاهين أن الشعب المصري لن يقبل أن يفرض عليه أياً كان قرارات سلطوية كهذه وأن قرارات مرسي مرفوضة لأنها تتعالى على القضاء وتلزم الجميع باتباع قراراته أياً كانت وهذا ليس في مصلحة مصر.
أما الممثل خالد النبوي الذي شارك في التظاهرات الحاشدة بميدان التحرير ووصف القرارات التي أصدرها مرسي بأنها خطرة لأنها ستثير الفتنة في الشارع المصري وتقسم الشعب المصري متهماً مرسي بتقسيم الناس في مصر، وقال: نزلنا إلى الشارع للتعبير عن رفضنا للإعلان الدستوري، بينما اعتبر الفنان عمرو واكد أن مرسي خان قسمه عند استلامه مهام الرئيس وهدم البلاد بجرة من قلمه لقد أهان القضاء المصري الذي أتى به رئيساً، لو كان النهج الذي يسير عليه مرسي صحيحاً كما قال لما حصن نفسه ضد القضاء.
بدوره قال الفنان أحمد عز: إنه ينبغي وضع مصلحة مصر أولاً وأن يتوحد المصريون جميعاً رافضاً تقسيم المصريين وقال: إن على صناع القرار في مصر أن يعملوا لمصلحة الشعب لا أن يسعوا لتقسيمه.