يقول عبد الرزاق الصنعاني : إن عمربن الخطاب مرّ برجل يقرأ كتاباً . سمعه ساعة فاستحسنه فقال للرجل : أتكتب من هذا الكتاب ؟ قال : نعم ، فاشترى أديمأ لنفسه ، ثم جاء به اليه ، فنسخه في بطنه وظهره ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأه عليه ، وجعل وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يتلوّن ، فضرب رجل من الانصار بيده الكتاب . وقال : ثكلتك امك يابن الخطاب ألا ترى إلى وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ منذ اليوم . وأنت تقرأ هذا الكتاب ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : إنما بعثت فاتحاً وخاتماً وأعطيت جوامع الكلم . وفواتحه . واختصر لي الحديث اختصاراً ، فلا يهلكنّكم المتهوكون .(1)
وعن الزهري : أن حفصة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ جاءت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بكتاب من قصص يوسف ، في كتف ، فجعلت تقرأ عليه والنبي يتلوّن وجهه ، فقال : والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف وأنا فيكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم .(2)
وهناك مكان معروف في المدينة المنورة باسم (مسكة) كان عمر يتعلم فيه التوراة .
________________
[1] . أي : المتحيرون . ج 11 ص 111 : «المشركون» .
[2] . المصنف 6 : 113 ح 1016 .