إمام
هذا الزمان هو الإمام المهدي (عجل الله فرجه), واسمه الكامل محمد بن الحسن
العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين).
وهو الإمام الثاني
عشر من هذه السلسلة المباركة بالإضافة إلى الإمام الحسن(عليه السلام) التي
أشار إليها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث متواترة
مشهورة عند الفريقين: (لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة, أو يكون
عليكم اثنا عشر خليفة, كلهم من قريش) رواه مسلم وأحمد, ولا يوجد أي بيان
صحيح لهذه الأحاديث - أي أحاديث الخلفاء الاثنا عشر في كتب أهل السنة سوى
ما أشرنا إليه أعلاه..
والبيان المتقدم بأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم الخلفاء الاثنا عشر الوارد ذكرهم في الأحاديث النبوية يتوافق تماماً مع أحاديث نبوية أخرى صحيحة وردت في هذا المعنى نذكر منها ـ الحديث الصحيح: حديث الثقلين, وهو قوله (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً, وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) رواه الترمذي والحاكم وابن أبي عاصم وغيرهم, فهذا الحديث الشريف يثبت استمرار إمامة أهل البيت (عليهم السلام) إلى يوم القيامة، وقد نصَ على هذا المعنى (المستفاد من الحديث) عدة من علماء أهل السنة كابن حجر في (الصواعق) والسمهودي الشافعي في (جواهر العقدين) والزرقاني في (شرح المواهب) وغيرهم.
الحديث الصحيح: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية), فهو دال
على وجود إمام لكل زمان ينبغي معرفته وإتباعه, ولا تجد لهذا الحديث تفسيراً
واضحاً عند أهل السنة, سوى حديث الخلفاء الاثني عشر الذي تستمر إمامتهم
إلى يوم القيامة, ولا يفسر حديث الخلفاء الاثنا عشر تفسيراً صحيحاً إلا
بحديث الثقلين الموافق له في المضمون والمعنى, فتعين أن أئمة أهل البيت
(عليهم السلام) هم الخلفاء الذين منهم إمام زماننا.
ودمتم في رعاية الله