شیعه نیوز/ واشار سماحته الى تصريحات علنية لكبار المسؤولين الامريكيين ، والتي اكدت دورهم في صناعة "القاعدة” و”داعش” وجميع الجماعات التكفيرية ، ومنها تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي اقرت فيها عام 2009م أمام مجلس النواب الأميركي بأن أميركا أتت بمن يحملون الفكر الوهابي ومولتهم ودربتهم بالتعاون مع الجيش الباكستاني لمقاتلة السوفيات”، وكذلك تصريحات قائد "النانو” السابق الجنرال الأميركي المتقاعد كلارك لـ”سي أن أن” والتي اكد فيها أن الولايات المتحدة انشأت "داعش” لمواجهة "حزب الله”.
اما سبب اعتماد امريكا على التكفيريين بدلا عن "اسرائيل” لمواجهة محور المقاومة وحزب الله ، يكمن كما يرى سماحة السيد نصرالله في ان "العدوان الإسرائيلي لم يستطع أن يقتل فينا لا روح ولا فكر ولا أولوية المقاومة لكن هؤلاء "المجاهدون” يقدرون بنظر الغرب لأنهم سيقاتلون باسم الإسلام” .. و”هذه هي النكبة الكبرى وإذا نجحت ستضيع فلسطين”.
في الوقت الذي كان يلقي فيها الامين العام لحزب الله كلمته ويكشف خلفية "داعش” والجماعات التكفيرية وارتباطها بالمشروع الامريكي الصهيوني للمنطقة ، كانت قوى الشر المتمثلة بامريكا و”اسرائيل” والعصابات التكفيرية تخطط لجريمة كبرى ، تم تنفيذها بعد ذلك بوقت قصير ، تمثلت باستشهاد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين "السيد ذو الفقار” احد ابرز قادة حزب الله الميدانيين ، الذي اذاق الصهاينة والتكفيريين الذل والهوان ، في تفجير كبير استهدف احد مراكز حزب الله بالقرب من مطار دمشق الدولي.
القى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة في مراسم تشييع القائد بدر الدين في الضاحية الجنوبية في بيروت تطرق خلالها الى ملابسات التفجير الارهابي والجهة التي تقف وراءها وقال : إنه ‘وبسبب وجود احتمالات كبيرة جدا لم نستبق التحقيق، ولن نعلن بناء على رؤية سياسية او رغبة في تظهير بعض الاعداء مقابل البعض الاخر .. الا ان حزب الله وخلال ساعات اقصاها صبيحة السبت (اليوم) سيعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة عن جريمة اغتيال الشهيد القائد «السيد ذو الفقار» ‘وسنبني على الامر مقتضاه’.
هذه الدقة في التعامل مع هذه الحوادث تحسب لحزب الله ، ولكننا بدورنا لا نفرق بين "اسرائيل” و”داعش” والجماعات التكفيرية المتطرفة منها والمعتدلة امريكيا ، فهذا التحالف الشيطاني يستهدف تحقيق هدف واحد ليس الا ، وهو ضرب محور المقاومة واشغال المسلمين في فتنة طائفية لا نهاية لها ، وبالتالي شطب فلسطين من الذاكرة العربية والاسلامية.
لا يحتاج المرء للكثير من الذكاء ليكشف التحالف غير المقدس بين الصهاينة والتكفيريين على مختلف مسمياتهم ، فهذا التحالف ومن يقف وراءه من امريكيين وصهاينة وعرب رجعيين ، لا عدو له سوى ايران وحزب الله وسوريا ومحور المقاومة ، كما ان كل شهداء محور المقاومة سقطوا خلال مواجهة هذا التحالف غير المقدس ، ولم تقع حتى حالة واحدة يمكن ان تعكر صفو العلاقة بين الصهاينة والتكفيريين في سوريا منذ ان اصابت الفتنة سوريا قبل خمس سنوات ، بل على العكس تماما تناقلت وسائل الاعلام الصهيونية ، كيف فتحت "اسرائيل” ابواب مستشفياتها للتكفيريين المصابين لعلاجهم ، وفي المقابل تفتح "اسرائيل” نيران اسلحتها ، كلما سنحت الفرصة لها لاغتيال قادة المقاومة في سوريا ، ككوكبة الشهداء في الجولان بينهم الشهيد جهاد مغنية وكذلك القائد البطل الشهيد سمير القنطار ، واخيرا الشهيد القائد بدر الدين وقبلهم الشهيد الفذ عماد مغنية.
الملفت ان اول رد فعل صهيوني على جريمة اغتيال القائد بدر الدين جاءت من رئيس مجلس الأمن القوميّ "الإسرائيليّ” السابق، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور ، في حديث أجرته معه إذاعة "الجيش الإسرائيلي” حيث اكد ، ان مقتل مصطفى بدر الدين، ” بشرى إيجابية لإسرائيل” ، وهنا علينا ان نذكر ان عميدرور هذا كان قد التقى الأسبوع الماضي في واشنطن مع الأمير السعوديّ تركي الفيصل، بهدف التنسيق بين "اسرائيل” والسعودية في مواجهة ايران وحزب الله.
وسائل اعلام عربية رجحت ، ان تكون هناك جهات اخرى الى جانب "اسرائيل” ، التي ما زالت المتهم الاول ، تقف وراء جريمة الاغتيال ، وان تأجيل الاعلان عن الجهة المسؤولة حتى صباح السبت من قبل حزب الله جاء بسبب توصل التحقيقات الى عدة خيوط مهمة تشير الى احتمالات تورط مخابرات عربية واقليمية.
مهما كانت طبيعة النتائج التي سيعلن عنها حزب الله ، فان المتهم الاول والاخير ليس سوى المحور الامريكي الصهيوني العربي الرجعي ، فهذا المحور ، هو الذي يقود الحرب على الشعب السوري وعلى حزب الله وايران والعراق ومحور المقاومة بشكل عام ، وان العلاقة بين اعضاء هذا المحور هي علاقة تنسيق وتوزيع ادوار تحت اشراف امريكي كامل ، فلا تقع جريمة في سوريا وفي غيرها من الدول العربية الا بالتنسيق بين اعضاء هذا المحور ، الذي باتت معالمه واضحة حتى للبسطاء من الناس.
الوکاله الشیعیه للأنباء