SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
بعد أكثر من ثلاث سنوات على الدعم العلني لمقاتلي المعارضة بالمال والسلاح والفتاوى، يقوم النظام السعودي بإعادة حساباته، فالنظام في سوريا والرهان على إسقاطه لم ينجح، تمدد الإرهاب وبات قاب قوسين من التمكن في أرض الحجاز، لن يفيد أمراء بني سعود كل أموال البهرجة المنفقة على مساجد الرفاهية، ولن تغني عنهم مدارسهم الشرعية وبعثاتهم الدعوية من غرس أنياب داعشية في ظهورهم.
آل سعود ذاتهم هم من المدرسة القائلة من استتب له الأمر ولو بالقهر والغلبة والظلم فلا يجوز الخروج عليه، وما كابوس النظام السعودي سوى من اتباع داعش لتلك القاعدة الفقهية لديهم، بحيث تتغلب بالقهر والغلبة لتكون متمتعةً بشرعية ملكوتية كالتي يتمتع بها آل سعود زوراً.
ضمن هذا السياق بدأت السلطات السعودية وبعد ارتكاب الارهابيين لمجازر مروعة على مدى سنوات في البلدان الاسلامية، بدأت أخيرا بالتحرك لاعتقال من يعملون داخل السعودية على تجنيد الشباب السعودي ودفعهم للإنضمام للتشكيلات الارهابية في الدول الاسلامية الجارة، فقد القت القبض على 8 أشخاص في شمال غرب الرياض بينهم إمام مسجد ومعلم "تربية إسلامية" وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها إنّ السلطات نفّذت عملية أمنية بمحافظة تمير (150 كيلومتراً شمال غرب الرياض) نتج عنها حتى الآن القبض على 8 مواطنين ممّن يقومون بالتغرير بحدثاء الأسنان للانضمام للمجموعات المتطرّفة في الخارج.
وكانت صحيفة "الحياة" السعودية أشارت إلى قيام السلطات بحملة في تمير للقبض على "المؤيدين لتنظيم "داعش" الإرهابي والمتّهمين بتحريض الشباب على الخروج لمَواطن الاقتتال في سوريا والعراق".
إذاً بعد أن كانت سوريا القبلة التي تُشد إليها رحال معتنقي الفكر الوهابي التفكيري، بات التوجه إليها جرماً وفق القانون السعودي، بالأمس كانت الفتاوى تصدر بالجملة من أجل تحريم الجهاد في فلسطين وتحليله في سورية، واليوم بات القتال في سورية حراماً أيضاً.
هل هو تغير في السياسة السعودية؟، هل سينعكس ذلك إيجاباً على الميدان في سوريا؟، بحيث يخسر المسلحون داعماً رئيسياً لهم مثل النظام السعودي؟، ماذا عما يُسمى جيش الإسلام الذي ارتكب مجازر شنيعة في عدرا العمالية غالبيتها على أساس مذهبي وطائفي؟، هذه الميليشيا التي تتخذ من دوما مقراً لها تُحسب على السعودية فهل ستتأثر هي الأخرى بالسياسة السعودية الجديدة الخائفة من التورط في الإرهاب أكثر؟، هل سينفرط عقد تلك الميليشيا وتنهار دوما التي تقتات من أموال بني سعود كما يروي البعض؟، الفترة المقبلة تحمل الكثير من المتغيرات التي سببها خوف الجميع من تمدد الإرهاب، ولن يكون مستبعداً انفراط العديد من العصابات المسلحة المدعومة سعودياً على الأراضي السورية.
النهاية