SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
انحصرت الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في أواخر مايو المقبل بين وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي وبين زعيم التيار القومي حمدين صباحي، ما يعكس ضعف الساحة الحزبية المصرية، التي فضلت التمترس خلف أحد المرشحين، بدل الدفع بمرشحيها.
كشفت الانتخابات الرئاسية في مصر مدى الضعف الذي تعاني منه الأحزاب بشكل عام، سواء كانت الأحزاب القديمة، أو الحديثة التي زاد عددها بشكل ملفت بعد ثورة 25 يناير، دون أن يكون لها حضور حقيقي في الشارع أو قدرة ملموسة على تحريك الجماهير.
الأحزاب المصرية فشلت أيضا في إفراز قيادات وكوادر قادرة على خوض غمار العمل السياسي، وعجزت عن الدفع بمرشحين للانتخابات الرئاسية، ما اضطرّها، وفق المتابعين، إلى الانحياز إلى أيّ من المرشحين الوحيدين اللذين يخوضان السباق الرئاسي.
مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية، برّر لـ”العرب” فشل القواعد الحزبية في إنتاج قيادات قادرة على خوض غمار العمل السياسي، بتأثير القيود التي كانت مفروضة على العمل الحزبي لفترة طويلة، وفي ظل غياب انتخابات حقيقية طيلة سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك.
واعتبر "كامل” أن فشل الأحزاب في التواصل مع الجماهير لفترات طويلة أثار الشكوك لدى المواطنين في فاعليتها وجعلهم ينصرفون عنها، وبالتالي اتجهت هذه الأحزاب إلى توطيد مراكزها ليس عن طريق التقرب من الشعب، إنما عن طريق التقرب من السلطة القائمة. يذكر أن الانتخابات الرئاسية المصرية، المقررة يومي 26 و27 مايو المقبل، انحصرت بين مرشحين اثنين وهما كل من وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي والقومي حمدين صباحي.
وانقسمت الساحة السياسية المصرية بين فريق مؤيد للمشير عبدالفتاح السيسي وبين آخر يدعم زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي وإن كان ذلك بنسب متفاوته، ترجح كفة الأول.
وأعلنت أحزاب الوفد والتجمع والمصري الديمقراطي، والعربي الناصري دعم المشير عبدالفتاح السيسي، فيما اختارت أحزاب الدستور والكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي دعم المرشح حمدين صباحي.
وعن الشروط التي وضعتها بعض الأحزاب لإعلان تأييدها لأحد المرشحين، قال أحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي لـ”العرب”، إن الهيئة العليا للحزب اشترطت حصول أي من المرشحين على ثلثي الأصوات لإعلان تأييدها في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن نتائج التصويت أسفرت عن حصول السيسي على 78 صوتا وصباحي 16 صوتا.
وعلق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على هذا الوضع، قائلا: شعبية السيسي وإحساس البعض بأنه المرشح الفائز بكل تأكيد يجعلها تميل إلى تأييده، ولا تغامر بمساندة منافسه الذي تشير كل الدلائل إلى أنه سيخسر الانتخابات. من جانبه، ذكر عصام شعبان، القيادي بالحزب الشيوعي لـ"العرب” أن حزبه لم يتوصل إلى اتفاق بشأن دعم أحد المرشحين للرئاسة وترك حرية التصويت للأعضاء بعد اختلافهم على معايير الاختيار.
يذكر أن عددا من الأحزاب المصرية، إلى جانب الحزب الشيوعي، فضلت بدورها ترك حرية الاختيار لعناصرها في الانتخابات الرئاسية.
تباين الرؤى بشأن دعم السيسي أو صباحي لم يكن حالة مقتصرة على الأحزاب المصرية فقط ولكنه امتدّ إلى التيارات الشبابية، فبعدما أعلنت حركة تمرّد دعمها مبكرا للسيسي، وقعت بعض الانشقاقات داخلها وأعلن 3 من أبرز قاداتها دعم حمدين صباحي.
حركات شبابية أخرى مثل، 6 أبريل والتي تم حظر أنشطتها ،أمس، بقرار من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، استنكرت إقتصار الإستحقاق الإنتخابي على المرشحين السيسي وصباحي، وعزتها بالأساس إلى ضعف تواجد الأحزاب والحركات السياسية في الشارع وتقوقعها على ذاتها.
وفي هذا الصدد قال محمد فؤاد المتحدث باسم حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية لـ”العرب”: علينا أن نعترف أن الأحزاب في مصر مجرّد مجموعة من النخب دون قواعد شعبية مؤثرة على الأرض.
أما طارق الخولي عضو الحملة الرسمية للسيسي فقد قال لـ”العرب” إن غالبية الشعب المصري تؤيّد الفريق السيسي، مشدّدا على أن عدم انتماء المشير إلى أيّ من الأحزاب الحالية قد ساهم في تعزيز مكانته لدى الناس.
النهاية