SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
لا تبدو العلاقات السعودية – التركية في أفضل حالاتها هذه الأيام، خصوصاً أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعتبر نفسه قد تلقى "طعنة من الظهر” من دول الخليج بعد إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي بدعم سعودي واضح.
وتقول مصادر تركية قريبة من أردوغان إنه يشعر بـ”المرارة” حيال ما قام به السعوديون، في حين كان يخوض معهم – وعنهم – معركة إسقاط النظام في سورية، فكانت المكافأة إسقاط حليف قوي له في مصر، وأشارت المصادر عينها إلى أن المرارة تحولت غضباً، بعد الكشف عن أموال سعودية دعت من أجل تدبير الاضطرابات التي عمت في تركيا في حزيران الماضي، مشيرة إلى تقارير عن اجتماعات سعودية – كويتية – إماراتية – أميركية عقدت لهذه الغاية، ومن دون أن تسقط المصادر أهمية ما يتردد عن نشاط مكثف لجماعة الداعية فتح الله غولان في السعودية التي تقدم لجماعته تسهيلات كبيرة.
وتكشف المصادر عن اتصال غاضب جرى بين أردوغان ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في أعقاب سقوط مرسي، مشيرة إلى أن الفيصل اتصل بأردوغان مكلفاً من الملك السعودي لحث الأتراك على التخلي عن مرسي وتأييد التدخل العسكري، فرد عليه أردوغان بنبرة حادة: "كيف يمكنك أن تدعي أن دولتكم تحكمها الشريعة الإسلامية، وأنكم تدعمون الإسلام والمسلمين، وتدعم في ذات الوقت الإطاحة برئيس إسلامي انتخب في انتخابات حرة ونزيهة”؟!
وتتوقع مصادر تركية غير رسمية، حصول مواجهات كبرى بين الطرفين، بعد الفوز الكبير الذي حققه أردوغان في معركته ضد خصومه في الانتخابات المحلية الأخيرة، وتشير إلى أن أردوغان المنتشي بالفوز يريد أن يُشعر حكام الخليج بفداحة ما يرتكبونه، وأن ثمة إشارات غاضبة ستظهر في هذا المجال.
وتشير المصادر إلى أن قوة أردوغان في الملف السوري، قد تكون ورقة ضغط كبيرة، خصوصاً بعد أن أطلق الأتراك عدة إشارات سلبية بحق رئيس الائتلاف السوري المعين من قبل السعوديين، تمثلت بمضايقات وتخفيف الحماية الأمنية وطرد الائتلاف من ثلاثة مراكز على الأقل بتهمة "الإزعاج”، في عملية "هز عصى” واضحة، وأشارت المصادر إلى مؤشر آخر هو معركة كسب الأخيرة التي خاضها الأتراك منفردين، وأزعجت السعوديين إلى حد ظهور بعض الأقلام السعودية وغير السعودية التي انتقدت فتح هذه المعركة.
أما الأكثر جذباً للانتباه فهو القضية التي رفعتها إحدى العائلات في تركيا ضد الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز شخصياً في ما يخص هضبة إشتراها الملك عبدالله منذ أن كان ولياً للعهد تطل على البوسفور، وقد منع أردوغان البناء في هذه الهضبة بقرار من مجلس الوزراء خوفاً من بناء الملك قصراً له في إحدى أهم المعالم التركية.
ورفعت عائلة فلورا التي كانت تمتلك هضبة سفدا المطلة على مضيق البوسفور دعوى قضائية على الملك عبد الله بحجة أنهم باعوا الهضبة تحت التهديد إلى العاهل السعودي، وكان موضوع هضبة سفدا قد أثير في الإعلام في الفترة الأخيرة بعد التبرعات التي تقدمت بها أطراف أجنبية إلى جمعية أبناء أردوغان وكان قدرها 100 مليون دولار مقابل فتح الحكومة الهضبة للإعمار من جديد، الجدير بالذكر بأن مضيق البوسفور منطقة محميه طبيعية لا يجوز تغيير معالمها قط، وإذا تم استخراج أي رخص للبناء فيجب أن يكون من رئاسة الوزراء.
عائلة فلورا وهي إحدى العائلات التي كانت تمتلك أسهماً في الهضبة ادّعت أنها باعت حصتها في الهضبة تحت التهديد بالقوه عام 1984 لولي العهد السعودي آنذك عبد الله، وقال محامي العائلة سفجان يوجال بأنه تم بيع الهضبة بـ27 مليون دولار، إلا أنه لم يدفع إلى العائلة إلا 1.2 مليون دولار.
النهاية