SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
يبدو أن الخليج العربي لم يعد يخجل من التعاون مع الحكومة "الإسرائيلية" خاصة بما يخص الملف السوري الذي تذهب الحكومة السورية به دبلوماسياً و عسكرياً باتجاه الحسم لصالحها، بدعم من شركائها السياسيين.
واليوم تكشف وسائل إعلام الاحتلال "الاسرائيلي" عن اتفاق ثلاثي "أمريكي- سعودي -إسرائيلي" يسمح للطائرات السعودية بالتحليق فوق إسرائيل إذا لزم الأمر لمساندة الطائرات الأمريكية التي تنقل السلاح للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا.
لتحلق طائرات الجيش السعودية بموجب هذا الاتفاق لأول مرة في سماء فلسطين المحتلة منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الأرض المحتلة خارج حسابات آل سعود، و لم تدخلها أصلاً إلا من باب الحصول على بعض المكتسبات التي تهم سياستها وسياسة من يحركها.
وعن مصادر عسكرية "إسرائيلية" ينقل إعلام الاحتلال أن "رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن دمبسي زار إسرائيل الأسبوع الماضي وأبلغ قادة الأجهزة الأمنية فيها بأن الولايات المتحدة باتت تزود المسلحين في سوريا بصواريخ مضادة للدروع من نوع /تاو بي جي ام 71/ وطلب منها الموافقة على تمركز طائرات مقاتلة سعودية من نوع إف/15 في قاعدة تبوك ليكونوا قادرين على حماية الطائرات الأمريكية التي تهبط في هذه القاعدة وهي تحمل الأسلحة الأمريكية للمسلحين إضافة إلى حماية قوافل السيارات التي تنقل الأسلحة من هذه القاعدة لهم".
سلطات الاحتلال يهمها أن تروج للتعاون بين اسرائيل والدول العربية في إشارة منه إلى العالم العربي أن الباب مفتوحاً أمام احتمالات الانضمام إلى السعودية و يلعب مفكروه على المكانة الدينية التي يشغلها حكام الأرض المقدسة، الأمر الذي قد يوحي بشرعية دينية للتعاون من الكيان المحتل في إطار المحاولة المحمومة من قبل مفكريه لزرع فكرة تقبله كجزء من جسد المنطقة العربية.
فتدفع حكومة الاحتلال بعسكرييها للتصريح لوسائل الإعلام التابعة لها، فينقل هذا الإعلام عن مصادر يذكر صفتها بالعسكرية و بدون أسماء: "هناك اتفاقاً ثلاثياً أمريكياً سعودياً إسرائيلياً تتمكن بموجبه الطائرات السعودية من الوصول حتى إلى الأجواء الإسرائيلية" .
وتضيف هذه المصادر: "قاعدة تبوك تضم أيضاً طائرات مقاتلة فرنسية وكذلك فإن السلاح الأمريكي يتم نقله من تبوك عبر الأردن ليصل إلى جنوب سوريا كما هو الحال من تركيا إلى الداخل السوري عن طريق ما يسمى ممر كيليس".
و لا يمكن لنا أن نقول أن "إسرائيل" تخوفت يوماً من الطائرات السعودية في أي حرب قد يخوضها الكيان ضد أي دولة عربية، فهي -إسرائيل- منحت قبل سنتين موافقتها لألمانيا لتزويد السعودية بـ 300 دبابة متطورة، ولم تبدي أي ردة فعل أو تخوف من استخدام المملكة السعودية لأي نوع من الأسلحة البرية أو الجوية ضد "إسرائيل" وكانت متأكدة بأنها ستشكل رديفا للدبابات "الإسرائيلية" في أي حرب قادمة.
ومن الغريب أن تكشف وسائل الإعلام للكيان المحتل أسماء متسلمي الأسلحة من الميليشيات المسلحة التي تقاتل في الداخل السوري ، فعبد الاله البشير وجمال معروف هما من يتسلمان شحنات السلاح الأمريكي.
وكانت مصادر استخباراتية وتقارير إعلامية سابقة قد ذكرت أن الأول " البشير " تم استدعاؤه إلى "إسرائيل" العام الماضي بحجة تلقي العلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني وتدريبه وتلقينه التعليمات والأوامر التي عليه تنفيذها ومن ثم تم تنصيبه زعيماً لإحدى ميليشيات الجيش الحر، كما أن الآخر -جمال معروف- مشهوداً له بارتباطه الوثيق بالحركة الوهابية في السعودية و هو القاعدة في سوريا ومعروف عنه تلقي الأموال والأسلحة عبر تركيا.
والتنسيق "السعودي الاسرائيلي" لم يبدأ الآن، لكن أثبت الوقت أن ثمة أكثر من منحى تعاون فيه الطرفان بما يخص الأزمة السورية ، و كانت السعودية قد قامت بتقديم أمولاً للحكومة الاحتلال من خلال صفقة لشراء أسلحة قديمة من الجيش الإسرائيلي كانت قيمتها بحسب ما كشفته إذاعة كيان الاحتلال الإسرائيلي في تموز عام 2013 خمسين مليون دولار، وكان الهدف من الأسلحة أن ترسل إلى الداخل السوري.
ونقلت الإذاعة آنذاك عن مصادر "إسرائيلية" وصفتها بالمطلعة قولها: "إن هذه الأسلحة التي تتضمن قواذف مضادة للدروع ورشاشات ومدافع وعربات خفيفة وذخيرة وقطع غيار وأجهزة اتصالات ورؤية ليلية غير حديثة لن تؤثر على الجيش الإسرائيلي في حال وقعت في أيدي الجيش السوري" و أكدت الإذاعة حينها أن تركيا والأردن أبلغتا إسرائيل بموافقتهما على تمرير هذه الأسلحة عبر أراضيهما.
و يمكن أن نقول أن المحاولة السعودية تأتي في محاولة لإنقاذ ما يمكن من إنقاذه، و إعادة التوازن في القوة العسكرية على الأرض السورية بعد انتصارات الجيش العربي السوري.
وكانت السعودية قد اشترت كميات كبيرة من الأسلحة من صربيا، وذلك بحسب وسائل الإعلام الأمريكية و أيضاً تم إرسالها إلى سوريا، وتبحث في الفترة الأخيرة عن صفقات سلاح باكستاني لنفس الغاية.
بعد ما تقدم يمكن لنا أن نسأل .. ما الذي تبحث عنه السعودية بصرف هكذا أرقام في الداخل السوري، ثم ما الذي يستفيده حلفاء السعوديين من فضح دورها، هل يأتي ذلك من باب التوريط أكثر و وضعها في الواجهة و أن تكون الشماعة التي ستحمل الفشل القريب إعلانه و من ثم تحاسب على أنها ممولة للإرهاب كي لا يكونوا هم المسؤولين عن ذلك عالمياً و قضائياً .. ومن ثم في حال الفشل .. هل جهز السعوديون قائمة بأسماء من سيحملون القضية دولياً في حال عرض الملف على محكمة دولية .. ؟
و آخر الأسئلة.. نضع سؤالاً أخيراً.. هل سيبقى المجتمع السعودي صامتاً على أفعال آل سعود تجاه الدول العربية.. أم أن الخاصرتين الجنوبية و الشرقية التي كبتت ذات يوم بيد مخابراتهم ستعود إلى الشوارع احتجاجاً على ما تقوم به الأسرة الحاكمة ..
عربياً لا يعول على الشارع السعودي المقموع، وعربياً أيضاً لا يعول على الجامعة العربية، و عربياً لا يعول على المجتمع الدولي .. و سورياً لا يعول إلا على الجيش العربي السوري في الحسم.
النهاية