السؤال:
ما معنى ان الله سبحانه و تعالى ليس مركب من الأجزاء العقلية والمقدارية ؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انّ من مراتب التوحيد الذاتي لله عزّ وجل هو التوحيد الأحدي أي الاعتقاد بأنّه - تبارك وتعالى - بسيط منزّه عن أيّ تركيب خارجي أو عقلي, إذ أيّ نوع من التركيب - لو فرض - فانّه يتنافى مع وحدانيّته وتوضيح المقام يحتاج إلى مجال أوسع ولكن هنا نشير إلى نقطة وهي أنّ الكلّ المركّب يحتاج دائماً في وجوده إلى أجزائه التركيبيّة, وعليه فالمحتاج إلى غيره معلول لذلك الغير ولا يوصف بوجوب الوجود والألوهية.
ثمّ إنّ المركب الخارجي أو المقداري هو المجموعة ذا الأجزاء الخارجيّة المحسوسة مثل تركيب كلّ مادة من عناصر معدنيّة أو مواد كيمياويّة.
وأمّا المراد من التركيب العقلي فهو اشتمال الشيء على أجزاء عقليّة - لا خارجية - أي تقسيمات ذهنيّة مع توحيده في الخارج, مثلاً واقع الإنسان هو شيء واحد في الخارج ولكنّة ينحلّ في الذهن عند تعريفه بأنّه (حيوان ناطق) إلى جنس وهو (الحيوان) وإلى فصل وهو (الناطق)، فهذا التقسيم لا أثر له في الخارج ولكن يتصوّره العقل والفكر, وهذا يسمّى بالتركيب العقلي .
ودمتم في رعاية الله