SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
امتلك سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية” ما يكفي من الشجاعة لإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة اللبنانية، أمس، ليكون بذلك أول مرشح لمنصب قصر بعبدا في انتظار أن تعلن الأيام المقبلة عما في جعبتها من أسماء أخرى يتداول بعضها في الساحة السياسية اليوم.
لم يبال جعجع بأنه شخصية خلافية، خصوصا أن "حزب الله” يعتبره ألدّ أعدائه حيث لم يتردّد في السعي إلى التخلص منه، على حدّ ادعاء قريبين من تيّار الرابع عشر من آذار. ويتّهم هؤلاء الحزب بالسعي إلى اغتيال جعجع عن طريق قنّاص أطلق في اتجاهه ثلاث رصاصات أخطأت هدفها، قبل عامين من الآن.
وجرت العادة أن يتفادى المرشحون للرئاسة اللبنانية الإعلان عن ترشيحهم بشكل مباشر، وأن ينتظروا الاتصالات التي تجري عادة بين قوى إقليمية وأخرى دولية للإقدام على مثل هذه الخطوة.
وفي السنوات الأخيرة، أي بعد اتفاق الطائف، صار النظام السوري من يختار للبنان رئيسه، وعندما لا يعجبه الرئيس يتخلّص منه على غرار ما فعل في 1989 عندما نسف موكب الرئيس رينيه معوّض الذي رفض أن يكون موظفا في الرئاسة السورية.
وأراد جعجع القول، عبر ترشيحه العلني والباكر، أنّه رجل مختلف وأنه آن أوان أن يكون في لبنان رئيس من صنع لبناني بعد أن خرجت القوّات السورية من لبنان وبعد أن انغمس "حزب الله” في الحرب السورية بناء على أوامر صدرت إليه من طهران.
وأتى الإعلان الرسمي عن ترشح رئيس "القوات اللبنانية” على لسان النائب جورج عدوان قائلا "إن الهيئة التنفيذية في الحزب قررت بالإجماع ترشيح جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية، لإحداث "صدمة إيجابية تستعيد الدولة هيبتها والرئاسة الأولى موقعها كضمانة للجميع في وجه المخاطر”.
وأكد القيادي في القوات أن "هذا القرار جاء للتأكيد على أن الدولة تشكل "المرجع الأول والأخير والضمانة الوحيدة لإحقاق الحق والعدالة والوصول إلى وطن يتمتع بالحرية والاستقلال ويحافظ على التنوع، ووسط حال من الفوضى والعنف وتمادي السلاح غير الشرعي مما يفاقم المخاوف حيال مزيد من الضياع والانحلال في جسم الدولة”.
ويتساءل المراقبون عما إذا كان ميزان القوى في لبنان قد تغير إلى حدّ بات يسمح لشخص مثل جعجع، ليس مستعدا لمهادنة "حزب الله” وسلاحه المذهبي، بأن يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية؟.
النهاية