SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
كشفت «جبهة النصرة» في خطوة غير معتادة، عن اسم مسؤولها العسكري العام وهويته، من خلال بث شريط مصور له يدلي فيه بشهادته عن أحداث الخلاف بينها وبين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
وفي بداية الشريط المصور، وضعت سيرة مختصرة لأبو همام الشامي (أو السوري)، والذي يعرف أيضاً باسم فاروق السوري، مشيرة إلى أنه تسلم منصب القائد العسكري العام في «جبهة النصرة».
وأبرز ما ذكره السوري في هذه الشهادة إقراره غير المقصود ربما أن التنظيمات الجهادية وعلى رأسها «داعش» تمتلك مواد كيميائية بل ووضعت بعضها موضع الاستخدام الفعلي.
وضمن الشهادة التي أدلى بها السوري ضد تنظيم «داعش» ذكر أنه بعد انسحاب عناصر «الدولة» من المنطقة الصناعية في حلب، دخل عناصر «الجبهة» لتفتيش مقارها والتأكد من حقيقة انسحابهم، فلما «دخل الأخوة» فوجئوا بوجود عدد كبير من الألغام والعبوات الناسفة، فاستدعوا خبراء متفجرات لتفكيكها.
وأكد السوري أنهم، أي «داعش»، «كانوا يضعون براميل المتفجرات ومن خلفها براميل الكلور»، مضيفاً أنه «لو انفجرت هذه البراميل لنشرت غاز الكلور القاتل وهناك مدنيون وأطفال ونساء موجودون في المدينة الصناعية». وتابع «لو انفجرت براميل الكلور لكانت ستحدث مجزرة في المدينة الصناعية».
والجدير بالذكر أن منصب القائد العسكري العام لـ«جبهة النصرة»، كان يشغله أبو سمير الأردني بحسب ما كان شائعاً، حتى أن الاعترافات التي عرضتها الفضائية السورية لمجموعة المتورطين في اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، أكدت هذه المعلومة، وهو ما يرجح أن تكون «النصرة» قد أحدثت في الأشهر الأخيرة تعديلات على مناصبها القيادية طالت القائد العسكري العام وتعيين السوري مكان الأردني، وذلك بالتزامن مع إبعادها لبعض قادتها الشرعيين من دائرة اتخاذ القرار كما حدث مع سلطان العطوي وأبي حسن الكويتي، وأشارت إليه «السفير» في حينه.
وسافر أبو همام السوري إلى أفغانستان أواخر تسعينيات القرن الماضي بين العامين 1998-1999، حيث التحق بمعسكر الغرباء التابع لأبي مصعب السوري لمدة عام، ثم انتقل بعدها إلى معسكر الفاروق ومن ثم معسكر المطار لتدريب القوات الخاصة، وتخرج من المعسكر بالمرتبة الثانية بعد أبي العباس الزهراني أحد منفذي هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة في العام 2001.
وبايع السوري أسامة بن لادن مصافحةً، الأمر الذي يعتبر من المآثر ودليل ثقة بالشخص الذي يرشح لنيل هذه الحظوة، وعيّن مسؤولاً عن السوريين في أفغانستان، وشارك في معظم معارك تنظيم «القاعدة» في تلك المرحلة.
وبعد احتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، كلّفه مصطفى أبو اليزيد بعمل في العراق قبيل سقوط بغداد، حيث مكث فيها لمدة أربعة أشهر بتكليف رسمي من قيادة تنظيم «القاعدة» في خراسان، والتقى خلال هذه الفترة بكل من أبي حمزة المهاجر (أمير القاعدة في العراق قبل تأسيس دولة العراق الإسلامية) وأبي مصعب الزقاوي.
واعتقلته السلطات العراقية وسلمته إلى السلطات السورية التي أطلقت سراحه لعدم ثبوت جرم بحقه. وبعد بدء «الجهاد» في العراق تسلم منصب المسؤول العسكري لمكتب خدمات المجاهدين، حيث كان الزرقاوي يرسل إليه «أمراء الجهاد» فيدربهم ويرجعهم إليه.
ومع حملة الاعتقالات في العام 2005، التي شنتها السلطات السورية ضد المتورطين بأعمال إرهابية أو الانتماء إلى تنظيمات متطرفة، هرب أبو همام السوري إلى لبنان ومنه عاد إلى أفغانستان بناء على طلب المشايخ هناك، حيث كلّفه عطية الله الليبي بعمل في سوريا يتبع لـ«القاعدة» مباشرةً.
ثم تذكر السيرة التي بثها الشريط المصور، أنه اعتقل في لبنان لمدة خمس سنوات، وبعد الإفراج عنه التحق بتنظيم «القاعدة في بلاد الشام»، ويشغل حالياً منصب المسؤول العسكري العام لـ«جبهة النصرة».
يشار إلى أن «جبهة النصرة» تقوم بإصدار سلسلة من الشهادات لكبار قادتها حول الخلاف مع تنظيم «الدولة الإسلامية» وذلك قبيل انتهاء مهلة المباهلة التي طلب المتحدث الرسمي لـ«داعش» أبو محمد العدناني إجراءها بينه وبين عضو اللجنة الشرعية في «جبهة النصرة» أبو عبد الله الشامي لفضح ما قال إنه «أربعون كذبة» أحصاها في كلام للشامي في تسجيل مصور بثته مؤسسة «البصيرة» التابعة لـ«جبهة النصرة» منذ أسابيع.
وحتى الآن أدلى بشهادته كل من أبي همام السوري وأبي حفص البنشي، وأبي سليمان الأسترالي وهو أحد الأمراء الشرعيين في «جبهة النصرة» وأحد ثلاثة أمراء، بالإضافة إلى أبي ماريا القحطاني وسامي العريدي، عينتهم قيادة «النصرة» ضمن لجنة شرعية، وأنه يحق لهم وحدهم التكلم باسم «الجبهة»، وذلك في خطوة جرى فيها استبعاد كل من الأميرين الشرعيين سلطان العطوي وأبي حسن الكويتي.
وكذلك أدلى بشهادته أبو فراس السوري، وهو ملازم خريج الكلية الحربية التحق بتنظيم «الطليعة المقاتلة» بعد تسريحه إثر حادثة المدفعية في العام 1979. وفي العام 1980 هرب إلى الأردن ومنه إلى أفغانستان حيث التقى بكل من عبد الله عزام وأسامة بن لادن ثم إلى اليمن، ومن اليمن وصل إلى سوريا بعد نشوب الخلاف بين «النصرة» و«داعش».
يذكر أن قيادة خراسان، بعدما تلقت بيعة أبي محمد الجولاني في نيسان الماضي، عمدت إلى إرسال عدد من الكوادر من أفغانستان واليمن والعراق ليصار إلى تعيينهم في مواقع قيادية في «جبهة النصرة»، وهو أحد الإجراءات التي تتطلبها البيعة بين الطرفين، ومن أهم هؤلاء كان سنافي النصر عبدالمحسن عبدالله إبراهيم الشارخ الذي قتل مؤخراً في معركة كسب، وكذلك أبي فراس السوري وأبي همام السوري وآخرين لم تنكشف هوياتهم بعد.
النهاية