SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
تقع مدينة يبرود في محافظة ريف دمشق، وتبعد عن العاصمة السورية دمشق حوالي 80 كلم شمالاً، وعن مدينة حمص 80 كلم جنوباً. وهي مدينة متمركزة في قلب سلسلة جبال القلمون الحدودية مع لبنان، يحدها كل من بلدات فليطة ورأس العين ورأس المعرة، عسال الورد والجبّة والصرخة.
وسيطرت المعارضة السورية على مدينة يبرود والمناطق القريبة منها قبل نحو سنتين، الا ان ذلك لم يؤد الى اشتباكات في تلك المدينة وكذلك حدث في معظم مدن جبال القلمون.
وأكد الخبير بالشؤون السورية فابريس بالانش ان "يبرود التي تقع على بعد اقل من عشرة كلم من طريق دمشق-حمص تمثل تهديدا لامن هذا المحور وهي كانت منطلقاً لمقاتلي المعارضة الذين كانوا يشنون من هذه المدينة هجمات على القرى الموالية للنظام وصولا الى تهديد دمشق من جهة الشمال”.
ويرى في حديث مع "وكالة الصحافة الفرنسية” أن "باستعادة السيطرة على يبرود، يستعد الجيش السوري لاغلاق الحدود اللبنانية في شكل كامل بحيث ينعدم اي دور لبلدة عرسال، وهذا الامر يريح حزب الله، كما ان النظام يستطيع بذلك التركيز على الدفاع في جنوب دمشق (محافظتا درعا والقنيطرة على الحدود الاردنية) المهدد على الدوام بهجمات المعارضين”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لـ”النهار” ان "المؤشرات كانت واضحة منذ وصول القوات المهاجمة التي يقودها حزب الله الى تخوم يبرود بان المدينة ستسقط، لكن ليس بهذه السرعة، وقد يكون سبب السقوط هو كثافة الغارات التي شنها الطيران السوري اضافة الى قطع كل الامدادات عن المقاتلين المعارضين”.
وأشار إلى أن "الخسائر البشرية للمعارضة في معركة مدينة يبرود كبيرة جداً، لكن هناك تكتماً شديداً حول الموضوع، اذ ان بعض قيادات جبهة النصرة مصرّة على نفي سقوط يبرود رغم البث المباشر من هناك وهذا امر مستغرب”.
بدوره، يقسّم العميد المتقاعد امين حطيط اهمية سيطرة الجيش السوري على يبرود الى ثلاثة عناوين: "الاول عسكري يتعلّق بقدرات القوة المهاجمة التي استعملت خليط بين ما يسمّى مرونة الخرق وبين القوة النارية الهائلة، كذلك يتعلق العنوان الاول بتأثير سقوط يبرود على المناطق المحيطة، اذ ان المعارضة جعلت غرف العمليات الميدانية لمنطقة ريف دمشق في يبرود”.
اما العنوان الثاني وفق حطيط فهو "العنوان الاستراتيجي، فأولا بالسيطرة على يبرود استطاع النظام ربط منطقة الثقل الاستراتيجي اي العاصمة دمشق بمنطقة طرطوس اي بالمياه (البحر). وثانياً يستطيع النظام سحب اعداد كبيرة من القوات الاحتياطية المكلفة حماية دمشق لتشارك في معارك مناطق اخرى لان الخطر عن دمشق قد زال،
وثالثا ان المقاتلين المعارضين لم يعد لديهم امل اي ان قتالهم لم يعد من اجل النصر بل من اجل تخفيف الخسائر”.
اما العنوان الثالث فيتعلق بـ”تأثير لبنان وتأثره، اذ ان سقوط يبرود يعني فصل لبنان عن الداخل السوري، اضف الى ذلك تراجع نسبة السيارات المفخخة المتجهة من سوريا الى لبنان الى حد كبير، لكن هناك سلبية واحدة على لبنان هي تدفق اعداد كبيرة من المسلحين الى داخل الاراضي اللبنانية الامر الذي سيؤدي الى مشاكل”.
وفي المحصلة، يبدو سقوط يبرود محطة من محطات الكر والفر في الحرب السورية بالنسبة لبعض المراقبين، فيما يرى بعض آخر ان هذا السقوط يحمل رمزية معنوية كبيرة في المعركة المستمرة ويؤسس لتحول كبير في ميزان القوى. يبقى ان سقوط يبرود يخلف اسئلة كثيرة من مثيل: من سيسكن يبرود من اهلها المهجرين ومتى يعودون؟ وهل إقفال "مصنع السيارات المفخخة” كفيل بلجم الاخطار عن لبنان ام ان تدفق الاعداد الكبيرة من المقاتلين الى تخوم الاراضي اللبنانية يقول شيئاً آخر؟
النهاية