فتحت موسكو النار على اركان الحكم الجديد في أوكرانيا، واعتبرتهم «ديكتاتوريين سيديرون البلاد بأساليب إرهابية». وهاجمت الحكومات الغربية بسبب اعترافها بشرعية الحكم الجديد، ووصفتها بأنها «ذات وعي منحرف». تزامن ذلك مع إطلاق السلطة الجديدة في كييف عجلة السباق الانتخابي، بعدما طوت صفحة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، وأدرجت اسمه على رأس «لائحة المطلوبين أمام القضاء». (للمزيد)
وشنت موسكو هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة، رداً على تصريحات مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس، التي كانت حذرت روسيا من عدم التدخل عسكرياً في أوكرانيا. وقال مصدر في الخارجية الروسية: «يجب أن توجه رايس نصائحها إلى القيادة الأميركية في هذا الشأن» وزاد: «لاحظنا تقويم رايس القائم على التدخل الأميركي في مناطق عدة، خصوصاً تلك التي ترى واشنطن أن الديموقراطية مهددة فيها. ونأمل في أن تكون هذه النصائح حول خطأ استعمال القوة موجهة إلى القيادة الأميركية في حال اتخذت قراراً جديداً بالتدخل».
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أن لدى الدول الغربية التي اعترفت بشرعية النظام الجديد في كييف «انحرافاً في الوعي، إذ تطلق تسمية الشرعية على نتائج تمرد مسلح». وزاد: «إذا اعتبرنا أن أشخاصاً يتجولون في كييف يرتدون أقنعة سوداً ويحملون بنادق كلاشنيكوف يمثلون الحكومة، سنجد صعوبة في العمل معها، علماً أن لا وجود لأي شخص نتحاور معه، ما يثير شكوكاً جدية في شرعية أجهزة السلطة».
وأكد مدفيديف استعداد روسيا لاستئناف التعاون مع أوكرانيا لدى تشكيل سلطة عصرية تستند إلى الدستور، وقال: «ستنفذ موسكو بالطبع الاتفاقات الثنائية الموقعة، لكن سقفها الزمني محدد، وستخضع للنقاش مع الحكومة الجديدة لدى تشكيلها»، وفي ذلك تلميح إلى اتفاقي منح موسكو جارتها قرضاً قيمته 15 بليون دولار على شكل سندات حكومية، وخفض أسعار الغاز الطبيعي من 400 دولار إلى 268 دولاراً للألف متر مكعب. أما وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف، فحذّر من أن موسكو ستزيد رسومها الجمركية على إيرادات أوكرانيا إذا تقاربت مع الاتحاد الأوروبي.
وسحبت روسيا سفيرها لدى أوكرانيا للتشاور «لأن الوضع غير واضح على الأرض»، فيما نددت وزارة خارجيتها باستخدام اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس يانوكوفيتش مع المعارضة الجمعة الماضي، وبدعم من الغرب، «غطاءً للاستيلاء على السلطة». كما اعتبرت أن دعوة السلطة الجديدة في كييف إلى منع تعليم اللغة الروسية كلغة ثانية هدفها «النيل من الحقوق الإنسانية للروس».
في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم المفوضية الأوروبية أوليفيه بايي اعتراف الاتحاد الأوروبي بشرعية الرئيس الأوكراني الموقت ألكسندر تورتشينوف، وقال: «اتخذ البرلمان، المؤسسة التي تشكل ضمانة لشرعية أوكرانيا الديموقراطية، قرارات بغالبية ساحقة، ونحن نحترمها». ولم يستبعد تبني الاتحاد «خيارات لمساعدة أوكرانيا مالياً واقتصادياً»، لافتاً إلى أن «الاتحاد يعمل لوضع رزمة مساعدات مالية لكييف على المدى البعيد والمتوسط والقريب»، تردد انها قد تصل الى نحو 20 بليون يورو منها.
وفي كييف، واصل الحكم الجديد تثبيت أقدامه، وأعلن إطلاق السباق الرئاسي بدءاً من اليوم. وقال ناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية إنها ستبدأ تسجيل أسماء الراغبين في ترشيح انفسهم لخوض المنافسة الرئاسية في الانتخابات المقررة في 25 أيار (مايو) المقبل.
في نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى «الحفاظ على وحدة أوكرانيا وسيادة أراضيها».
النهاية