SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
يخطىء من يظن أن العمليات الإنتحارية حكر على عالم الرجال. فللنساء حصة الأسد فيها!. كلام ربما يفرح قلوب بعض من جنس «حواء» لكنه حتماً لا يعكس حقيقة وطبيعة تكوين المرأة الجسدي والنفسي. وما يتردد اليوم عن دخول المرأة الإنتحارية ساحات القتال والتفجيرات في لبنان لم يعد مجرد صدفة أو كلام تتناقله وسائل الإعلام من باب التهويل. صار حقيقة والوقائع تثبت ذلك.
البداية كانت من التفجير الإنتحاري الذي وقع في احدى محطات الوقود في منطقة الهرمل حيث نقلت معلومات عن إمكانية ان تكون العملية نفذتها إمرأة إنتحارية. صدفة؟ هكذا فكرنا في البداية حتى ورود الخبر الآتي: «إلقاء القبض على ثلاث سيدات لبنانيات وبحوزتهن كميات من المتفجرات والأحزمة الناسفة ويقدن سيارة مفخخة ومعدة للتفجير في بيروت» (اطلق سراح اثنتين منهن في وقت لاحق لعدم وجود دليل ضدهما)، مما أثار الكثير من التساؤلات حول مشاركة الجنس اللطيف في الحرب الإرهابية وخوضها «معترك» العمليات الانتحارية.
في لبنان، قد تكون الأزمة السورية وراء تظهير نساء إنتحاريات وتحديداً على خلفية مشاركة حزب الله في القتال داخل سوريا. ونعود هنا إلى الأيوبي الذي يصر على أن وجود نساء انتحاريات سبقه انتساب المرأة وانخراطها في صفوف جيش النظام السوري: «كان ذلك قبل عامين ونصف العام. إذا النظام سبق التنظيمات المعارضة والإرهابية. ومنذ مدة سمعنا بإنشاء تنظيم داعش كتيبتين للنساء المقاتلات». ولفت إلى ان دور المرأة قبل فترة الثورات العربية كان يقتصر على الأمور التنظيمية الداخلية. لكن مع انطلاق الثورات بدأنا نسمع بـ «قطاع النساء »في تنظيم الإخوان المسلمين وبشكل قوي وفاعل في الشارع وكذلك الأمر في سوريا حيث تخطت المراة صفة «المحافظة» ونزلت إلى ساحات القتال.
ليس مستغرباً ان تشارك المرأة في القتال، فمنذ التاريخ حملت السلاح لتدافع عن نفسها وارضها وعائلتها. لكن أن تتزنر بالحزام الناسف وتفجر نفسها وتقتل أبرياء؟ علامة استفهام كبيرة تطرح! ويقول الأيوبي ان ازدياد حدة الصراع في سوريا فرض وجود شرائح جديدة «قد لا نكون وصلنا إلى ما يعرف بالنساء الإنتحاريات. لكننا حتما أمام ظاهرة تخضع للتحريض». ولفت إلى أنه «في ادبيات الحركات الجهادية لا يوجد تأصيل شرعي او فكري يفرض مشاركة المرأة في العمليات الإنتحارية».
من هن الانتحاريات؟
في حسابات علماء النفس الإنتحارية هي تلك المرأة التي خسرت كل شيء في حياتها الشخصية والإجتماعية «فالشعور بالظلم يولد طاقة هائلة من الإستعداد للمواجهة». لكن هل يكفي ذلك لتزنر نفسها بالمتفجرات وتنفذ عملية إنتحارية؟
المعالجة النفسية الدكتورة ريتا الحصري الهاشم تحدد شخصية الإنتحارية: «هي امرأة ذات شخصية إنفعالية وتعاني خللاً في تعاملها مع الأشياء في الحياة بسبب شعور الحرمان والفقر والإكتئاب. كل هذا يولد عندها إحساساً بالفشل في الحياة والمجتمع فتسعى للإنتقام من المجتمع التي عجزت عن إثبات نفسها فيه. أما التي تعاني واحدا من هذا الخلل فتثأر من نفسها عن طريق الإنتحار»…
في المبدأ يمكن القول أن الكثيرات من النساء يعانين واحدة أو أكثر من هذه المشاعر ولا يصلن إلى مرحلة الإنتحار «صحيح من هنا لا بد من الإشارة إلى أن المرأة الإنتحارية تعيش كل هذه العوامل يضاف إليها التعبئة الدينية التي تكتسبها على يد متشددين إنطلاقاً من التزامها الديني، فتكون مقتنعة بالمسلمات الدينية التي تعطى لها من دخولها الجنة وإنها بعملها الإنتحاري ستنقذ الكثير من المظلومين وتلاقي الشهداء الذين قتلوا في المعارك وإلى ما هنالك من تعبئة فكرية ودينية وإيديولوجية».
النهاية